قوله تعالى:{ربنا لا تزغ قلوبنا}[آل عمران: ٨] أي لا تملها عن الحق. والزيغ: الميل عن الاستقامة، والتزاوغ: التمايل، كذا في الشائع، والقياس التزايغ -بالياء -ورجلٌ زائغٌ، ورجالٌ زائغون، وزاغةٌ أيضًا.
وقوله تعالى:{وإذ زاغت الأبصار}[الأحزاب: ١٠] كنايةً عن شدة الخوف، وذلك أن الخائف لا يستقرٌ له بصرٌ. إشارةً إلى ما يداخلهم من الخوف حتى أظلمت أبصارهم. وقيل: إشارةً إلى معنى قولهم: {يرونهم مثليهم رأي العين}[آل عمران: ١٣]. ومثله في جانب النفي:{ما زاغ البصر}[النجم: ١٧] أي لم ير إلى ما هو حق في نفسه. قوله:{فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}[الصف: ٥] أي لما تعاطوا أسباب الضلال تركهم في ظلماتهم.
ز ي ل:
قوله تعالى:{لو تزيلوا}[الفتح: ٢٥] أي لو تميزوا، من قولهم: زلته أزيله أي ميزته. ومثله:{فزيلنا بينهم}[يونس: ٢٨] أي ميزنا بين أهل الأديان وشركائهم وفصلناهم.
وزايلت فلانًا أي فارقته. وجعله القتيبي من زال يزول، غلطه الهروي. والمصدر الزيل والزيال والتزيل. وقولهم: ما زال زيدٌ يفعل كذا أي أنه متصفٌ بذلك لم تفارقه هذه الصفة، وكذا أخواتها نحو ما انفك ومافتئ وما برح. ومن ثم كان نفيها إثباتًا، ولذلك لم يدخل إلا في خبرها، فأما قوله:[من الطويل]
٦٧٩ - حراجيج لم تنفك إلا مناخةً ... على الخسف أو نرمي بها بلدًا قفرا