٦٨٢ - فإن تسألوني بالنساء فإنني ... خبير بأدواء النساء طبيب
وبعن أكثر، كقوله تعالى:{ويسألونك عن الروح}[الإسراء: ٨٥]. وإن كان لاستدعاء مال تعدى بنفسه أو بمن. فمن الأول قوله تعالى:{وإذا سألتموهن متاعًا}[الأحزاب: ٥٣]، ومن الثاني؛ {واسألوا الله من فضله}[النساء: ٣٢]. وغلب السائل على الفقير لقوله تعالى:{وأما السائل فلا تنهر}[الضحى: ١٠]{للسائل والمحروم}[الذاريات: ١٩]. ولا معارضة بين قوله:{فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنسٌ ولا جان}[الرحمن: ٣٩]. وقوله تعالى:{فوربك لنسألنهم أجمعين}[الحجر: ٩٢] إذ يوم القيامة ذو مواطن فيسألون في موطن ولا يسألون في آخر، أو يسألون سؤال تقريعٍ وتوبيخٍ لا سؤال تكرمةٍ.
قوله تعالى:{وعدًا مسؤولًا}[الفرقان: ١٦] إشارةٌ إلى قوله تعالى حكايةً عن الملائكة في دعائهم للمؤمنين: {ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم}[غافر: ٨]. وقوله تعالى:{سأل سائلٌ}[المعارج: ١] أي دعا داعٍ، وذلك إشارةٌ إلى قوله حكايةً عن بعض الأشقياء:{اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك}[الأنفال: ٣٢] الآية.
قوله تعالى:{ولا تسأل عن أصحاب الجحيم}[البقرة: ١١٩] قرئ {لا تسأل} مبنيًا للمفعول على الخبر المنفي، أي إنما عليك أن تبلغ، وفي معناه:{فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب}[الرعد: ٤٠]{ما عليك من حسابهم من شيءٍ وما من حسابك عليهم من شيءٍ}[الأنعام: ٥٢]. {ولا تسأل} على النهي وذلك لشدة الأمر، كقولك: لا تسأل عن فلانٍ، أي هو بحالةٍ لا يستطاع أن يسأل عنها، لما في جوابها من الفظاعة.