قوله تعالى:{شططًا}[الكهف: ١٤] أي بعيدًا من الصواب في القول يقال: شطت دارنا، أي بعدت. وقيل: الشطط: الإفراط في البعد فكل شططٍ بعد من غير عكسٍ ثم عبر بالشطط عن الجور والعدول عن الصواب في القول والحكم ومنه: {لقد قلنا إذًا شططًا}[الكهف: ١٤]{وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططًا}[الجن: ٤] ومنه: شط النهر لأنه يبعد عن الماء قوله: {ولا تشطط}[ص: ٢٢] أي لا تبعد عن الحق ولا تجر. يقال: شط، وأشط، واشتط. وشط يكون لازمًا نحو: شطت الدار، تشط وتشط، ومتعديًا ومنه قول تميمٍ الداري:
«إنك لشاطي».
والشطة: بعد المسافة.
ش ط ن:
قوله تعالى:{فاستعذ بالله من الشيطان}[النحل: ٩٨] الصحيح أنه مشتق من شطن يشطن: إذا بعد. ومنه قول النابغة:[من الخفيف]
٨٠١ - أيما شاطنٍ عصاه عكاه ... ثم يلقى في السجن والأكبال
وقالوا: تشيطن، أي فعل فعل الشياطين؛ فنونه أصلية وألفه مزيدة هذا قول الحذاق، وقد أوضحنا ذلك في غير هذا، وذلك لأنه بعد من رحمة الله تعالى لمخاصمة أمره وقيل: مشتق من شاط يشيط: إذا هاج واحترق ولا شك أن المعنيين موجودان فيه،