للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشعوب من العجم كالقبائل من العرب.

قلت: يعني أن الله تعالى قسم العالم الإنسي قسمين من غير تفضيلٍ لأحدهما على الآخر ثم إنه قدم الشعوب لفظًا وهو قرينة ترجيحٍ. ويقال: إن أبا عبيدة معمر بن المثنى كان من هؤلاء، وأنا أحاشيه من ذلك. ويقال: إنه وضع كتابًا في مثالب العرب ويحكى أن الصاحب بن عبادٍ- وكان أعجميًا- يتعصب للعرب وأنه حضره رجل شعوبي وكان بديع الزمان حاضرًا، فتذاكروا عنده، فأنشد الشعوبي: [من الوافر]

٨٠٤ - غنينا بالطبول عن الطلول ... وعن عيسٍ عزافرةٍ دمول

فلست بتاركٍ إيوان كسرى ... لتوضح أو لحومل فالدخول

وضب في الفلا ساعٍ وذئبٍ ... بها يعوي وليثٍ وسط غيل

بأية رتبةٍ هم قد سموها ... على ذي الأصل والشرف الأصيل؟

إذا ذبحوا فذلك يوم عيدٍ ... وإن نحروا ففي عرسٍ جليل

أما لو لم يكن للفرس إلا ... نجار الصاحب العدل الجليل

لكان لهم بذلك خير فخرٍ ... وخيلهم بذلك خير خيل

فقال الصاحب بن عبادٍ لبديع الزمان: قم فأجب عن صاحبك وأنيسك. فارتجل وقال: [من الوافر]

٨٠٥ - أراك على شفا خطرٍ مهول ... لما أودعت رأسك من فضول

طلبت على مكارمنا دليلا ... متى احتاج النهار إلى دليل؟

متى قرع المابر فارسي ... متى عرف الأغر من الحجول؟

متى علقت وأنت بها زعيم ... أكف الفرس أطراف الخيول

فخرت بملء ماضٍ فيك فخرًا ... على قحطان والبيت الأصيل

فخرت بأن ماكولًا وليسا ... وذلك فخر ربات الحجول

تفاخرهن في خد أسيلٍ ... وفرعٍ في مفارقه أسيل

<<  <  ج: ص:  >  >>