للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معجزةً له عليه الصلاة والسلام بمشهدٍ عظيمٍ انشق نصفين وفضل بينهما جبل. وقيل: هو يأتي قرب يوم القيامة. وأتى بلفظ الماضي لتحققه كقوله: {أتى أمر الله} [النحل: ١]. وقيل: معناه: اتضح أمر محمد صلى الله عليه وسلم وقد ادعى بعض الناس أن انشقاق القمر وقع بعد موته صلى الله عليه وسلم بمدةٍ متطاولةٍ، وأن جمعًا كثيرًا شاهدوه ببلادهم، نقله الحليمي، ولا أظنه إلا وهمًا لما ثبت في الصحيح إن وقوع ذلك معجزة له عليه الصلاة والسلام. فلو جاز وقوعه مرةً أخرى لفات ذلك. قوله: {ولكن بعدت عليهم الشقة} [التوبة: ٤٢] هي القطعة من الأرض؛ سميت بذلك للحاق المشقة في الوصول إليها. والشقة من الخروق: القطعة المنشقة نصفين، ومنه: طار فلان من الغضب شقاقًا. وطارت منه شقة، كقولك: تقطع غضبًا، قوله تعالى: {لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس} [النحل: ٧]. الشق: المشقة والانكسار الذي يلحق النفس والبدن، وذلك كاستعارة الانكسار لها، ويقال: المال بينهم شق شعرةٍ، وشق الأبلمة، أي مقسومًا على السواء. فالأبلمة: خوص المقل.

والأخ الشقيق: ما كان من الأبوين، كأنه شق أخيه وقطعة منه. قال الشاعر: [من الخفيف]

٨١١ - يا بن أمي ويا شقيق نفسي ... أنت خلفتني لدهرٍ شديد

وفلان شق نفسي وشقيقها، أي بعضها مبالغةً. قوله: {وما أريد أن أشق عليك} [القصص: ٢٧] أي أحملك مشقة. ومثله قوله عليه الصلاة والسلام: «لولا أن أشق على أمتي» يقال: شققت عليه- بالفتح- وشقيقة الرمل: ما يشقق منه. وشقائق النعمان: نبت معروف. والنعمان: الدم. والشقشقة: لهاة البعير لما فيها من الشق. وقال الليث: الشقشقة: لهاة الجمل العربي، ولا يكون ذلك إلا للعربي، يعظمها الله ويطيلها

<<  <  ج: ص:  >  >>