ويعتمد عليه، ولذلك يعدى بفي، وإن كان أصله المتعدي بنفسه، لكنه لما تضمن معنى الخرق والغيبوبة في الشيء تعدى تعديتهما. وقيل: هو مستعار من الشك وهو لصوق العضد بالجنب، وذلك أن يتلاصق النقيضان، فلا يجد الرأي والفهم حينئذ لهما مدخلًا، لعدم تخلل ما بينهما. قيل: ويشهد لذلك قولهم: التبس الأمر واختلط وأشكل.
والشكة: السلاح، لأنه يشك به، أي يفصل. ثم قوله تعالى:{فإن كنت في شك}[يونس: ٩٤] الخطاب له في الصورة والمراد أمته. وإنما خوطب دونهم لأن العرب إنما تخاطب رئيس القوم. ومثله قوله:{يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين}[الأحزاب: ١] بدليل قوله: {أن الله كان بما تعملون خبيرًا}[الأحزاب: ٢] ولم يقل: بما تعمل. وفي الحديث:«أنا أولى بالشك من إبراهيم» تأويله- على ما قال الهروي وغيره- أنه قال ذلك تواضعًا منه عليه الصلاة والسلام. يعني: أنا لا أشك فكيف بإبراهيم؟ فهو نفي للشك عن إبراهيم بهذا الدليل. وإنما قال ذلك لأنه لما نزل قوله تعالى:{وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى}[البقرة: ٢٦٠] الآية قال قوم ممن سمعوها: شك إبراهيم فقال عليه الصلاة والسلام ذلك.
ش ك ل:
قوله تعالى:{قل كل يعمل على شاكلته}[الإسراء: ٨٤] أي ناحيته ووجهته وطريقته ومنه: طريق ذو شواكل: إذا كان تتشعب منه طرق كثيرة. وقيل: على سجيته التي قيدته؛ فهو من شكلت الدابة، أي قيدتها بالشكال. ومنه استعير: شكلت الكتاب، أي قيدته بالضبط. ودابة بها شكال: إذا كان تحجيله بإحدى يديه وإحدى رجليه كهيئة الشكال، وذلك أن سلكان السجية قاهر للإنسان وهو في المعنى كقوله عليه الصلاة والسلام:«كل ميسر لما خلق له من شقي أو سعيد».
والأشكلة: الحاجة التي تقيد الإنسان. والإشكال في الأمر: التباسه، وهو استعارة من ذلك، كالاشتباه من الشبه. يقال: أشكل الأمر وشكل، أي اشتبه، لدخول شكل غيره عليك. واشتباهه عليك للماثلة. قوله:{وآخر من شكله أزواج}[ص: ٥٨] أي مثل