قوله:{وما شهدنا إلا بما علمنا}[يوسف: ٨١] فالشهادة هنا هي الإخبار. قوله تعالى:{وبنين شهودًا}[المدثر: ١٣] أي حضورًا، فيه تنبيه على المروءة واستقرار الخاطر، وذلك أنه- لغناه- لا يحتاج في غيبته بيته إلى معاش سفرٍ ولا حضر، وأنه لا ينغص عليه غيبته فيقول: قد هلكوا، قد قتلتهم اللصوص؟
قوله:{فمن شهد منكم الشهر فليصمه}[البقرة: ١٨٥] أي من حضر ولم يكن مسافرًا. ولذلك فسر بعضهم: فمن شهد منكم الشهر في المصر، فالشهر نصب على الظرف أو على المفعولية. وقد حققنا هذا في غير هذا الكتاب، والتشهد: غلب عرفًا على التحيات.
ش هـ ر:
قوله تعالى:{فمن شهد منكم الشهر} أي شهر رمضان. فـ «أل» فيه للعهد الحسي لتقدم ذكره: {فعصى فرعون الرسول}[المزمل: ١٦]. وسمي الشهر شهرًا؛ قيل: لاشتهاره بإهلال الهلال، أو باعتباره جزءاً من اثني عشر جزءاً من دوران الشمس من نقطةٍ في الفلك الرابع إلى تلك النقطة. وقيل سمي شهرًا لشهرته، وقيل: سمي شهرًا باسم الهلال. والهلال إذا أهل سمي شهرًا. يقال: رأيت شهرًا أي هلالًا. ومنه الحديث:«صوموا الشهر وسره» وقال ذو الرمة: [من الطويل]
٨٣٣ - فأصبحت أجلي الطرف ما يستزيده ... يرى الشهر قبل الناس وهو نحيل
ويعبر عن الرجل العالم بالشهر كأنه سمي بالمصدر مبالغةً؛ تقول: شهرت الشيء شهرا. وأنشد لأبي طالبٍ يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:[من الوافر]
٨٣٤ - فإني والضوباح كل يومٍ ... وما تتلو السفاسرة الشهور