للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صد الجبل، وهو ما يحول بينك وبينه. ومنه الصديد: وهو ما حال بين اللحم والجلد من القيح، وعليه قوله تعالى: {ويسقى من ماءٍ صديدٍ} [إبراهيم: ١٦]. والصديد: قد يكون انصرافًا عن الشيء وامتناعًأ نحو قوله تعالى: {يصدون عنك صدودًا} [النساء: ١٦] وقد يكون صرفًا ومنعًا، نحو: {فصدهم عن السبيل} [النمل: ٤٢] الصد: الإعراض. ومنه قوله تعالى: {إذا قومك منه يصدون} [الزخرف: ٥٧] وقرئ بكسر الصاد أي يضجون؛ يقال: صد يصد أي ضج، وذلك أنه لما نزل قوله تعالى: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} [الأنبياء: ٩٨]. قال الزبعرى: خصمت محمدًا ورب الكعبة، قد عبد املسيح وعزيز فنحن نرضى أن يكون إلهنا معهما. فضج القوم ولغطوا حتى نزل قوله تعالى: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى} [الأنبياء: ١٠١]. ويروى أنه عليه الصلاة والسلام قال له: "ما أجهلك بلغة قومك، لو أراد ذلك لقال: ومن تعبدون".

وصد: يكون متعديًا للثاني بنفسه وبحرف الجر؛ ومن الأول قوله تعالى: {وصدها ما كانت تعيد} [النمل: ٤٣]. ومن الثاني قوله: {إنهم ليصدونهم عن السبيل} [الزخرف: ٣٧]، قوله: {فأنت له تصدى} [عبس: ٦] أي تتعرض. تصدى له: إذا تعرض. والصداد. بثلاث دالات، فأبدل آخرها ياء نحو تطبب، وقلل الشاعر: [من الوافر]

٨٦٥ - من المتصديات بغير سوءٍ ... تسيل إذا مشت سيل الحباب

والأصل فيه الصدد وهو القرب والمؤاخرية. وكم ما قابلك فهو متصد ومتصدد.

ص د ر:

قوله تعالى: {حتى يصدر الرعاء} [القصص: ٢٣] أي ترجع من سقيهم غنمهم. وصدر: إذا تعدى بعن اقتضى معنى الانصراف؛ تقول: صدرت الإبل عن الماء صدرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>