وأخرجني مخرج صدقٍ} [الإسراء: ٨٠]. وقوله:{واجعل لي لسان صدقٍ}[الشعراء: ٨٤]. ويستعملان في أفعال الجوارح فيقال: صدق في القتال إذا وفي حقه وفعل ما يجب وكما يجب، وكذب في القتال عكسه. قوله:{صدقوا ما عاهدوا الله عليه}[الأحزاب: ٢٣] أي حققوا العهد بما أظهروه من أفعالهم. قوله:{ليسأل الصادقين عن صدقهم}[الأحزاب: ٨] أي ليسأل من صدق بلسانه عن صدق فعله، تنبيًا أنه لا يكفي الاعتراف بالحق دون تحريه بالفعل. وصدقت فلانًا: نسبته إلى الصدق. وأصدقته: وجدته صادقًا. ويقال: هما واحد، ويقالان فيهما جميعًا. ويستعمل التصديق في كل ما فيه تحقيق يقال: صدقني. قوله:{وهذا كتاب مصدق لسانًا عربيًا}[الأحقاف: ١٢] أي مصدق ما تقدم. و"لسانًا" نصب على الحال. وفي المثل "صدقني سن بكره" لم يكذبني فيما استخبرته. والصداقة صدق الاعتقاد في المودة، وذلك مختص بالإنسان دون غيره.
قوله تعالى:{ولا صديقٍ حميمٍ}[الشعراء: ١٠١] إشارة إلى نحو قوله: {الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدو إلا المتقين}[الزخرف: ٦٧] والصدقة: ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة كالزكاة، لكن الصدقة في الأصل، يقال للمتطوع به والزكاة للواجب. وقيل: يسمى الواجب صدقةً إذا تحرى صاحبها الصدق في فعله، فعليه قوله تعالى:{خد من أموالهم صدقةً}[التوبة: ١٠٣] وهي الزكاة. يقال: صدق وتصدق، ويقال لما تجافى عنه الإنسان من حقه: تصدق به نحو قوله تعالى: {فمن تصدق به فهو كفارة له}[المائدة: ٤٥] أي من تجافى عنه. قوله:{وأن تصدقوا خير لكم}[البقرة: ٢٨] فإنه أجرى ما يتسامح به للمعسرين مجرى صدقةٍ. ومنه ماروي عنه عليه الصلاة والسلام:"ما تأكله العافية صدقة". ومثله قوله تعالى: