للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {ثم أبلغه مأمنه} [التوبة: ٦] أي منزله الذي يأمن فيه. وقوله:} في مقامٍ أمينٍ {[الدخان: ٥١] لأن أهله أمنوا فيه من العذاب والفقر. وقوله:} وهذا البلد الأمين {[التين: ٣] يعني به مكة، لأن غيرها من البلاد كان أهلها يغير بعضهم على بعضٍ. ومكة آمنة من ذلك.

قوله:} وما أنت بمؤمنٍ لنا {[يوسف: ١٧] أي بمصدق؛ لأن الإيمان هو التصديق الذي معه أمن. قوله:} يؤمنون بالجبت والطاغوت {[النساء: ٥١] فهذا ذم لهم وتهكم بهم، وأنهم قد حصل لهم الأمن من وجهٍ لا يصح معه أمن، لأن طبيعة القلب السليم ألا يطمئن إلى الباطل، وعليه قول الشاعر: [من الوافر]

٩٧ - تحية بينهم ضرب وجيع

كما يقال: وإيمانه الكفر. أي جعلت التحية ضربًا والإيمان كفرًا.

والإيمان لغًة: التصديق، وعند كثيرٍ من أهل العلم اعتقاد بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان. ولم يشترط الأشاعرة عمل الأركان.

وأمن يقال باعتبارين أحدهما أمن غيره أي حصل له الأمن، ومنه وصفه تعالى بالمؤمن. والثاني أنه صار ذا أمنٍ، فيكون قاصرًا نحو: أمن زيدٌ كأبقل المكان وأعشف. ولكونه مضمنًا للتصديق عدي بالباء في} يؤمنون بالغيب {[البقرة: ٣] أي يصدقون بجميع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أمور الآخرة الغائبة عنهم. ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: "ما آمن مؤمن أفضل من إيمان بغيب". وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الحياء وإماطة الأذى من الإيمان لأنهما ينشأان عنه، وجعل الإيمان في خبر جبريل المشهور من ستة أشياء.

والإيمان تارًة يجعل اسمًا للشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، ومنه:} إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون {[المائدة: ٦٩]. ويدخل فيه كل من

<<  <  ج: ص:  >  >>