للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسمون اللات والعزى ومنات، وهذه إناث. وقال الحسن: كانوا يقولون في الأصنام: هذه أنثى بني فلانٍ. قال الراغب: من المفسرين من اعتبر حكم اللفظ فقال: لما كانت أسماء معبوداتهم مؤنثًة نحو اللات والعزى ومناة قال ذلك. ومنهم من اعتبر حكم المعنى وهو أصح. ويقول: المنفعل يقال له: أنيث. ولما كانت الموجودات بإضافة بعضها إلى بعضٍ ثلاثة أضرب: فاعل غير منفعلٍ وذلك هو الباري تعالى. ومنفعل غير فاعلٍ وذلك هو الجمادات. وفاعل من وجهٍ ومنفعل من وجهٍ كالملائكة والإنس والجن. فبالإضافة إلى الله منفعلة، وبالإضافة إلى مصنوعاتهم فاعلة. ولما كانت معبوداتهم من جملة الجمادات التي هي منفعلة غير فاعلة سماها الله تعالى أنثى وبكتهم بها ونبههم على جهلهم في اعتقادهم فيها الألوهية، مع كونها غير ضارة ولا نافعةٍ، فإنها لا تفعل شيئًا البتة، بخلاف عبدتها فإنهم أكمل منها من أن لهم فعلاً في الجملة. ولما كان بعض الأشياء يشبه بالذكر في حكم اللفظ ذكر حكمه، وبعضها بالمؤنث في حكم اللفظ أنث أحكامها نحو اليد والأذن، والخصية لتأنيث لفظ الأنثيين قال الشاعر: [من الطويل]

١٠٢ ضربناه تحت الأنثيين على الكرد

قال: [من الوافر] وما ذكر وإن يسمن كأنثى

يعني القراد فجعله أنثى باعتبار لفظه. وقيل:} إلا إناثًا {[النساء: ١١٧] أي مواتًا كالأحجار والخشب والمدر. وهذا تفسير للواقع لأن أصنامهم كانت متخذًة من ذلك كله وليس من تفسير اللفظ كما نبهت عليه أول الكتاب.

وأرض أنيث أي سهلة حسنة النبت، تشبيهًا بالأنثى لسهولتها وما يخرج منها. وفي

<<  <  ج: ص:  >  >>