للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من الطويل]

٩٨٤ - بلغنا السماء مجدنا وعلاءنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا

أي مصعدًا. ولما قال الشاميون لابن الزبير: يا بن ذات النطاقين، قال: إيهٍ والإله، ثم أنشد: [من الطويل]

- وتلك شكاة ظاهر عنك عارها

قلت: قد تمثل رضي الله بيت أبي ذؤيب الهذلي، وهو:

٩٨٥ - وعيرها الواصون أني أحبها ... وتلك شكاة ظاهر عنك عارها

أي عالٍ ومرتفع عنك لا يعلق بك. والأجلاف إنما عيروه بشيءٍ كان فيه فخره لأن أمه أسماء رضي الله عنها لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه صاحبه أبوها أرادوا تعليق سفرةٍ كانت معهم فيها بعض زادٍ فلم يجدوا حبلاً، وكان على رأسها نطاق تتقنع به فشرطته نصفين تقنعت بأحدهما وأعطتهم الآخر، فيا لها من منقبةٍ فاز بها آل أبي بكرٍ وأولاد الزبير. وقد قالها الخبيث الحجاج لما صلب فلذة كبدها قال: يا بن ذات النطاقين. فقال: لو عرفتم ما شأن ذات النطاقين! فمن ثم قال عبد الله لأهل الشام ما قال، وأوقع إنشاده هذا العجز من البليغ.

قوله تعالى:} وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرًة {[سبأ: ١٨] الظاهر أنه أراد بظهورها رؤية المسافرين إياها ونزولهم بها ذهابا وإيابًا. وقيل: هو مثل لأحوال من تقدمهم من أهل القرى. وهذا تذكير لأهل مكة؛ فإنهم كانوا يمرون في سيرهم إلى الشام بقرى ثمود ولوطٍ، فنبههم على الاعتبار بها كما نبه أهل سبأ على ذلك. قوله:} فلا يظهر على غيبه أحدًا {[الجن: ٢٦] أي لا يطلع. قوله:} ليظهره على الدين كله {[التوبة: ٣٣] يجوز أن يكون من الغلبة والمعاونة، أي ليعليه على الدين كله ويغلبه أيضًا، وأن يكون من البروز وعدم الخفاء. قوله تعالى: {وحين تظهرون}

<<  <  ج: ص:  >  >>