للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[يوسف: ٤٣]. وهذه اللام مزيدة في المفعول زيدت تقويًة للعامل وسماها أبو منصور لام التعقيب؛ قال: لأنها عقبت الإضافة وهو اصطلاح غريب جدًا. قيل: والتعبير أخص من التأويل؛ فإن التأويل يقال فيه وفي غيره. قلت وكذا هو أخص من التفسير أيضًا.

والعبري، خص بما ينبت على عبر النهر. وشط معبر: ترك عليه العبري. والشعري: العبور، سميت بذلك لأنها تعبر المجرة، وهما شعريان، وقد تقدم ذلك في باب الشين. وفي حديث أم زرع: "وعبر جارتها" قيل: إن ضرتها إذا رأتها وحسنها أصابها ما يعبر عينها، أي يبكيها. وقيل: ترى من عقبها ما تعتبر به. وفي الحديث أيضًا: "لطخت بعبيرٍ" هو نوع من الطيب؛ قال أبو عبيدة: هو عند أهل الجاهلية الزعفران. قلت: وفيه نظر، لأن في هذا الحديث تعبيرًا اللهم إلا أن يكون قد طرأ حرف آخر.

ع ب س:

قوله تعالى:} عبس وتولى {[عبس: ١] أي قطب وجهه. والعبوس: قطوب الوجه لضيق الصدر. وسببها أن ابن أم مكتومٍ جاءه عليه الصلاة والسلام بعدها: "مرحبًا بمن عاتبني فيه ربي" وفي هذا رفع للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن عتاب السيد لعبده تشريف فكيف من رب الأرباب؟ ولله أن يعاتب أنبياءه بما شاء ونحن نقوله تلاوًة لا إخبارًا. واستعير العبوس للزمان - كما استعير له الشدة والصعوبة - في قوله تعالى:} يومًا عبوسًا {[الإنسان: ١٠]. وباعتبار معناه قيل: العبس لما يبس من البعر على هلب الذنب، أي شعره، ومنه قولهم: عبس الوسخ على وجهه. وفي الحديث: "أنه نظر إلى غبل بني فلان وقد عبست في أبوالها"، قيل: ولا يكون ذلك إلا لكثرة شحمها ورعيها فتجف أبعارها وأبوالها على أفخاذها. وفي حديث شريحٍ: "كان يرد بالعبس" يعني يرد الرقيق بالبول في الفراش، إذا كان شيئًا كثيرًا. وهذا استعارة لأن أصله في الإبل كما تقدم. قال بعضهم:

<<  <  ج: ص:  >  >>