وفيها وصلت هدايا صاحب اصطنبول من الروم، وفي جملة الهدية صندوق فيه شخوص لها حركات كلما مضت ساعة من الليل ضربت تلك الشخوص بأنواع الملاهي، وكلما مضت درجة سقطت بندقة.
وفي شعبان اتفقت كائنة عجيبة بدمشق. وهو أن بعض الشرفاء كان ببرزة فوقع بينه وبين خطيب الجامع مخاصمة، فتوجه الشريف إلى الحاجب واستدعى على الخطيب بأنه سبه وأخذ معه جندارية، فتوجه لإحضاره وأخذوا الخطيب وشددوا عليه وساروا به والشريف يستطيل عليه، فاتفق الخطيب، وكان في ذلك عبرة عظيمة.
وفيها ولي المجد إسماعيل الحنفي قضاء العسكر، وناصر الدين الطوسي توقيع الدست.
وفيها استقر بدر الدين بن مزهر في كتابة السر بدمشق عوضاً عن أحمد بن فضل الله بحكم وفاته.
وفيها انتقل سري الدين بن المسلاتي عن مذهب مالك واستقر شافعياً، وناب في الحكم عن ابن جماعة، واستمر على ذلك.
وفي آخر هذه السنة نهب الحاج المصري في رجوعهم، وفي ذلك يقول شهاب الدين بن العطار:
لقد نهب الحجاج في عام سبعة ... وسبعين جهراً بعد ذبح تمكنا.
وصار أمير الركب بورى هارباً ... ولولا قليل كان بورى مكفنا.
وجرى للحاج الشامي أشد مما جرى للمصري فإنهم جاءهم سيل بخليص تلف منهم