وأنشد بعض الأدباء بنقض الأمرين وهو نجم الدين ابن النبيه الموقع:
يقولون في ميل المنار تواضع ... وعين وأقوال وعندي جليها
فلا البرج أخنى والحجارة لم تعب ... ولكن عروس أثقلتها حليها
وفي هذه السنة ملك أويس بن زادة بن أويس بن حسين البصر، انتزعها من مانع أمير العرب بعد حروب، وكانوا انتزعوها منهم من إمارة عمه أحمد بن أويس من أوائل القرن، وقوى أويس المذكور وانضم إليه عسكر عمه.
وفي أواخر هذه السنة هرب يشبك الدويدار الثاني من المدينة النبوية وهو يومئذ أمير الحاج المصري، والسبب في هربه أنه بلغه ما اتفق في أفباي نائب الشام وكان من إخوته فخاف، وبلغه أيضاً أن السلطان كتب إلى مقبل أمير ينبع أن يقبض عليه، فأخر مقبل ذلك إلى أن رحل المذكور من المدينة فقبض عليه هناك، فاستشعر ذلك فاختفى بعد رحيل الحاج من المدينة، فلما نزلوا البركة لم يقفوا له على خبر فسار بهم أقبغا الزيني دويداره وترفق في سيره بالحاج ونبالغ في الإحسان م، فقدموا وهم يشكرونه، وكان الرخص كثيراً وكذلك المياه، ووصل يشبك في هربه إلى بغداد، فتلقاه محمد شاه بن قرا يوسف فأكرمه ثم هرب منه إلى قرا يوسف نفسه في سنة اثنتين وعشرين فأكرمه وأقام عنده.