وفي تاسع عشري ربيع الأول كسفت الشمس قبيل الزوال فاجتمع الناس بالجامع الأزهر، فصليت بهم صلاة الكسوف على الوصف المعروف في الأحاديث الصحيحة بركوعين مطولين وقيامين مطولين وكذلك في جميع الأركان المقصودة وغير المقصودة، ثم خطبت بهم ما يقتضي ذلك بعد أن انجلت الشمس والحمد لله، واتفق وقوع زلزلة في هذا اليوم بمدينة أرزنكان، هلك بسببها عالم كثير وانهدم من مباني القسطنطينية شيء كثير وهدمت قيسارية بناها ابن عثمان في برصا وما حولها وهلك بسبب ذلك ناس كثير.
وفي ربيع الأول ركب المحتسب والوالي فطافا بأمر السلطان على أماكن الفساد بالقاهرة وأراقا من الخمور شيئاً كثيراً، ومنع المحتسب النساء من النياحة على الأموات في الأسواق وعزر طائفة منهن. وألزم ود والنصارى بتضييق الأكمام وتصغير العمائم وبالغ في ذلك.
وفيه تشاجر الوزير والأستادار وتفاحشا، وخلع عليهما في تاسع عشرة والتزما بحمل مائة ألف دينار.
وفي المحرم قبض على محمد بن بشارة، وذلك أن السلطان كان أرسل ناصر الدين محمد بن إبراهيم بن منجك إلى دمشق وأمره أن يحتال على ابن بشارة، فراسله إلى أن ضمن له عن السلطان الرضا، فلما اطمأن لذلك أرسل أمان السلطان وحلف وأرسل له