الإسكندرية وحدهم! وقد تقدم أن أباه رمى بطرس هو الذي كان هجم على الإسكندرية في سلطنة الأشرف شعبان بن حسين فقدر الله تعالى أن ولده جابوش يدخلها في صورة الأسير في سلطنة الأشرف برسباي - ولله الحمد على جزيل هذه النعمة! وكان رتب له رواتب تقوم بكفايته وكفاية من يخدمه، وكان من أمره ما سأذكره إن شاء الله تعالى في السنة الآتية، وفرح المؤمنون بنصر الله تعالى وكان ذلك على غير القياس، فإن الجند الذين توجهوا إلى قبرس لم يكن لهم عادة بركوب البحر ولا بالقتال فيه فمن الله على المسلمين بلطفه ونصرهم، ولو كانت الأخرى لطمع الفرنج في بلاد المسلمين خصوصاً السواحل، وطار خبر هذه الغزاة إلى الآفاق وعظم بها قدر سلطان مصر ولله الحمد! وأنشد الأديب زين الدين عبد الرحمن بن محمد ابن الخراط موقع الدست بالقلعة قصيدة فائية أولها:
بشراك يا ملك الملوك الأشرف ... بفتح قبرس بالحسام المشرف
فتح لشهر الصوم تم قتاله ... من أشرف في أشرف في أشرف
أحيا الجهاد وكان قبل على شفا ... من تركه فشفيته حتى شفي
قالت دمى تلك الديار وقد عفا ... إنجيلهم أهلاً بأهل المصحف
وفي طويلة يقول في آخرها:
لم تخلف مثلك فاتكاً ... ملكاً ومثلي شاعراً لم تخلف
فيك التقى والعدل والإحسان في ... كل الرعية والوفا والفضل في
وبيع السبي والغنائم وحمل الثمن إلى الخزانة السلطانية وفرق في الذين جاهدوا