ولد سنة أربع عشرة وسبعمائة، وسمع من الحجار والقطب اليونيني، وتفقه بابن عبد الهادي وابن القيم وغيرهما، وجلس للشغل بجامع بعلبك، وكان طويل الروح حسن الشكل طوالاً، يخضب بالجناء، فاضلاً كثير الاستحضار، واختصر كتاباً في الفقه سماه السرقيل وعلق بخطه كثيراً، مات في ربيع الأول.
محمد بن عمر ويقال ابن محمود بن أبي بكر بن محمود الخراساني الأصل الدمشقي، شيخ خانقاه القصاعين، سمع من ابن مشرف والحجار صحيح البخاري وحدث، مات في ربيع الأول. قال ابن حجى: رأيت بيده ثبت سماعه للصحيح، وسام أبيه مكشوط، كان عمر، فصير محموداً أو بالعكس، فذكر لي أنه كان يتسمى بهما جميعاً.
محمد بن عمر المصري، شمس الدين بن الجوخي، كان عارفاً بالموسيقا، ويعلم أهل الوعظ الألحان، وينظم وسطاً، وكان يؤدب في سبيل الظاهر بيبرس بين القصرين.
محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن إبراهيم بن عبد العزيز القرشي نصير الدين أبو المعالي بن المؤرخ شمس الدين الجزري، ولد سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وأسمع من المطعم وابن الشيرازي والقاسم بت مظفر وغيرهم، ثم طلب بنفسه بعد الثلاثين فقرأ الكثير وسمع وكتب الأجزاء واشتغل بالفقه وربما كتب على الفتوى، وكان السبكي فمن دونه يرجعون إلى قوله، وله همة عالية، وولي مباشرة الأيتام، وكان مشكور السيرة، مات في جمادى الآخرة.
محمد بن محمد بن محمد بن عبد الواحد، الأرتاحي الأصل المصري بهاء الدين بن فتح الدين بن وجيه الدين بن المفسر، سمع الناسخ والمنسوخ من ابن مكرم ومن الحجار ووزيرة صحيح البخاري، وولي وكالة بيت المال والحسبة بمصر مراراً وبالقاهرة كذلك، وكان مشكور السيرة مهاباً في مباشرته، مات في رجب وله ثمانون سنة.