فاحترق جميعه وسلمت المدرسة التي بجواره وهي من إنشاء المحلي أيضاً، وكان يقال إن مصروف بيت المحلي المذكور خمسون ألف مثقال ذهباً، وذلك في شعبان، ووقع الجريق في مصر والقاهرة في عدة أماكن لكنها لا يقارب هذا، وكان سعر القمح بكل دينار أشرفي إردب ونصف مصري يكون ثمنها من الفضة بالوزن ستة دراهم الإردب، ومن الفضة الكاملة دون العشرة وهذا في نهاية الرخص، وحج بالناس أينال الششماني والحاج قليل جداً فساروا ركباً واحداً، وفي غيبة السلطان وقع في عدة أماكن الحريق، منها بيت المحلي كما تقدم، واحترقت غلال كثيرة في الجرون بناحية شيبين القصر.
وفي رابع عشر ذي القعدة خسف القمر، في ليلة الثالث عشر من جمادى الأولى خسف القمر كله قدر ثلاث ساعات، وفي الثامن عشر جمادى الآخرة أسفر اسنبغا الطياري إلى جدة لتحصيل المكوس الهندية، وأرسل معه سعد الدين ابن المرأة كاتباً على عادته واسنبغا شاداً عليه، وسافر معه جماعة لقصد المجاورة من تجار وغيرهم.
وفيها قدم مقبل الرومي نائب صفد وقدم هدية هائلة وخلع عليه خلعة استمرار، وتوجه إلى بلاده في جمادى الأولى، وكانت له إلى الآن في نيابة صفد نحو عشر سنين.
وفي شهر رمضان منها ذكر لي رفيقنا الفاضل إبراهيم بن حسن ابن عمر البقاعي أنه رأى ي النوم قبل إن ندخل إلى حلب أن السلطان مات وأنه صار يتعجب من كونه مات على فراشه واستيقظ ثم لم يظهر لنا تعبير ذلك المنام والعلم عند الله تعالى.