للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انحطاط منزلة وهو مستمر على الولاية ثم خدم الأشراف فراج عليه أيضاً واستقر معه مضافاً إلى الولاية المهمدارية وأستادار الصحبة وشاد الدواوين والحجوبية ونظر الأوقاف العامة وغير ذلك، فأما الشرطة فكان الذي يباشرها عنه غالباً أخوه عمر، ثم في الآخر صار كالمستبد ثم صرف واستقر غيره ثم صرف مرة أخرة وأعيد ابن الطبلاوي، ثم صرف ومات وهو على هذه الوظائف كلها، مات بعلة - بعسر البول في آخر يوم العشرين من المحرم، وبلغني أنه كان لقي منه شدائد، وكان يعتريه قبل هذا بحيث أنه شق مرة فخرجت حصاة كبيرة وأفاق دهراً، ثم عاوده ثم كانت هذه القاضية، وكان حسن الفكاهة، ذرب اللسان لا يبالي بما - يقول، وتنقل عنه كلمات كفر مخلوطة بمجون لا ينطق بها من قبله دون - ذرة من إيمان، فإن كان ... مرضاً نفعه فإنه كان كثير الصدقة والبر المستمر، ولم يتعرض السلطان لماله وترافع أخوه عمر وزوجته وقرر عليها خمسة آلاف دينار، ثم أعفيت من ذلك باعتناء أهل الدولة.

جلبان خوند الجركسية زوج السلطان ووالدة ولده يوسف الذي قرر أميراً كبيراً وهو مراهق، وكانت من جواريه فأعتقها وتزوجها وحظيت عنده، وحجت سنة أربع وثلاثين، فكانت في عظمة زائدة مفرطة، وماتت بعلة الصرع في يوم الخميس ثاني شوال، وقد أقدم السلطان من أهلها عدداً كثيراً أحضرهم من بلاد الجركس وأقطعهم وخولهم، وخلفت من الأمتعة والملابس والنقد شيئاً كثيراً جداً يقال يقرب من سبعين ألف دينار.

الحسين الإمام العلامة المفتي الأمير ابن أمير المسلمين أبي فارس، الحفصي، وكان أخوه لما مات في العام الماضي استقر ولده في المملكة، ثم أراد الحسين الثورة فظفر به فقتله وقتل أخوين له، وعظمت المصيبة بقتل الحسين، وكان فاضلاً مناظراً ذكياً - ذكر لي ذلك صاحبنا الشيخ عبد الرحمن البرشكي رحمه الله تعالى.

خشقدم الخصي الظاهري كان خازندار السلطان ثم صرف عنها، واستقر زماماً إلى أن مات، وخلف مالاً جزيلاً يقارب مائة ألف دينار، منه غلال مخزونة قومت

<<  <  ج: ص:  >  >>