القاضي مجد الدين الشيرازي واغتبط به حتى كان يكاتبه فيقول: إلى الليث ابن الليث والماء ابن الغيث، ودرس جمال الدين بتعز وأفتى، وانتهت إليه رياسة العلم بالحديث هناك، وأخذ عن الشيخ شمس الدين الجزري لما دخل اليمن بأخرة، ومات بالطاعون في هذه السنة.
محمد بن عمر بن أبي بكر تاج الدين ابن الشرابيشي، مات في يوم الأحد تاسع عشر جمادى الآخرة ودفن يوم الاثنين العشرين منه وقد أسن وتغير عقله، سمع الكثير من الشيخ بهاء الدين ابن خليل، ورأيت قراءته عليه في صحيح البخاري سنة سبعين وبلغ بضعاً وثمانين سنة، وطلب الفقع وكتب الكثير بخطه الحسن المتقن، ولازم شيخنا ابن الملقن، وأكثر عن شيخنا العراقي، وسمع الكثير من أصحاب أصحاب السبط والطبقة ومن أصحاب أصحاب المحب ثم أصحاب الفخر - ودار على الشيوخ وسمع معي كثيراً ولم يمهر ولكن كان يستحضر شيئاً كثيراً من الفوائد الفقهية والحديثية، وكان يعلق الفوائد التي يسمعها في مجالس المشايخ والأئمة حتى حصل من ذلك جملة كثيرة، ثم تسلط عليه بعض أهله فمزقوا كتبه بالبيع تمزيقاً بالغاً، لأنهم كانوا يسرقون المجلدات مفرقات من عدة كتب قد أتقنها وحررها فيبيعونها تفاريق وكذلك الكتب التي لم تجلد يبيعونها كراريس بالرطل، وضاعت كراريسه وفوائده، وقد تصدى للأسماع، وأكثر عنه الطلبة من بعد سنة ثلاث وثمانمائة إلى أن مات رحمه الله تعالى، وأجاز لي في استدعاء أولادي غير مرة.
محمد بن محمد بن أبي فارس، المنتصر أبو عبد الله، مات في ٢١ صفر بتونس، ولم يهن في أيام ملكه لطول مرضه وكثرة الفتن، واستقر بعده شقيقه عثمان فقبض على الهلالي القائد وفتك ف أقاربه بالقتل، فخرج عليه عمه أبو الحسن صاحب بجاية.