أبو العباس، ذكر لي أنه ولد سنة ٧٧١ تقريباً بجياد مكة، فولع بالأدب وقدم الديار المصرية في سنة ست وثمانين وسبعمائة صحبة زكي الدين الخروبي وتردد، ثم استقر بالقاهرة وتكسب بمدح الأعيان، فكان ينشد قصائد جيدة منسجمة غالبها في المديح، فما أدري بمدح الأعيان أكان ينظم حقيقة أو كان ظفر بديوان شاعر من الحجزيين فكان يتصرف فيه! وإنما ترددت فيه لوقوعي في بعض القصائد على إصلاح في بعض الأبيات عند المخلص أو اسم الممدوح فيكون فيه زحاف أو كسر - والله يعفو عنه! وأظنه مخطئاً في سنة مولده فإنه كان اشتد به الهرم وظهر عليه جداً - فالله أعلم.
أحمد البابي شهاب الدين - بباء موحدة - نسبة إلى باب والبزاغة، وكان يصحب القاضي صدر الدين المناوي، وتقدم في ولايته القضاء ثم ولي تدريس الشريفية بالقرب من الجودرية وسكن بها إلى أن مات وقد جاوز الثمانين.
أرغون شاه النوروزي، وكان ولي أستادارية السلطان بدمشق، وولي الوزارة بمصر ثم الأستادراية، ثم أعيد إلى دمشق على إمرة؛ مات في حادي عشر رجب.
أقباي اليشبكي، كان من مماليك يشبك واستقر بعد ذلك دويدار صغيراً وولي نيابة الإسكندرية في العام الماضي وكان متواضعاً بشوشاً كثير الحرص على التحصيل ولم يحمد في ولايته المذكورة، ومات في يوم السبت ٢١ ذي القعدة، واستقر عوضه - زين الدين عبد الرحمن ابن علم الدين بن الكويز في نيابة الإسكندرية