وفي شعبان أسلم نصراني صبان يقال له ميخائيل من أهل مصر فقرر ناظر المتجر السلطاني وحصل للناس منه ضرر كبير، وسيأتي ما آل إليه أمره في سنة تسع وثمانين.
وفيها أمسك شهاب الدين أحمد بن الرهان ومن معه من الشام، وأحضروا إلى القاهرة وكانوا أرادوا القيام على السلطان فطاف أحمد البلاد داعياً إلى ذلك ثم استقر بدمشق، فدعا الناس إلى القيام فأطاعه خلق كثير إلى أن فطن بهم ابن الحمصي والي قلعة دمشق، فنم عليهم عند السلطان، وكان يبغض بيدمر نائب الشام فوجد من ذلك سبيلاً إلى الافتراء عليه، فكاتب السلطان بالاطلاع على أمرهم وأن بيدمر معهم، فأمره السلطان بالقبض عليهم وعلى بيدمر، فقبض عليهم وجهزهم إلى القاهرة، فعاقب السلطان الشيخ أحمد ومن معه من الفقهاء فضربوا بين يده بالإصطبل بالمقارع وحبسهم في حبس الجرائم بعد أن قررهم على من كان متفقاً معهم في ذلك.
وفيها وصل إبراهيم بن قراجا بن دلغادر إلى القاهرة طائعاً، وكان صاحب خرت برت هي قلعة حصينة بقرب ملطية، وكان له أولاد عدة فعصى عليه بعضهم، ففر منهم فأعطاه السلطان إمرة طلبخاناة، وسكن ظاهر القاهرة، ثم وصلت رأس خليل بن دلغادر من عند نائب حلب، فقبض على إبراهيم وعلى عمه عثمان.
وفيها في صفر سرق الجملون الذي في سوط القاهرة، وأخذ من حوانيت البزازين مال كثير إلى الغاية، فقام حسن بن الكوراني في تتبع الحرامية إلى أن ظفر بعشرين منهم فسمرهم وطاف بهم.