لا يحصى عددهم بحيث أنه وجد في صبيحته مائة وخمسين جرة من جرار الخمر فارغات إلى ما كان في تلك الليلة من الفساد من الزناء واللواط والتجاهر بذلك فأمر الشيخ إسماعيل بإبطال المولد بعد ذلك فيما يقال، ومات في سلخ شعبان.
وفي صفر ابتدأ الظاهر بشرب التمر والبسر واستمر ذلك كل يوم أربعاء.
وفيها استولى الفرنج على جزيرة جربة انتزعوها من المسلمين.
وفيها عمل إبراهيم بن الجمال المغني المشهور وأخوه خليل المشبب السماع على العادة في المولد لبعض المصريين بمكان بالقرب من رحبة الخروب فسقط البيت الذي هم فيه فمات المغني والمشبب وجماعة تحت الردم وتهشم من عاش منهم حتى أن بعض معارفنا استمر أحدب إلى أن مات، وكان إلى ولدي ابن الجمال المنتهي في صناعتهما.
وفي ربيع الأول استقر فخر الدين بن مكانس في نظر الدولة عوضاً عن أمين الدين عبد الله بن ريشة.
وفيها استقر سري الدين بن المسلاتي، وهو سبط الشيخ تقي الدين السبكي في قضاء الشافعية عوضاً عن برهان الدين بن جماعة، وحمل إليه التقليد إلى دمشق في أواخر شعبان وأعيد تقي الدين الكفري إلى قضاء الحنفية عوضاً عن نجم الدين بن الكشك.