للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهم يقال: هذه هدية فلان إليك. وقد تقدّم لهذا الباب ما فيه كفاية - والحمد لله.

وقال إسماعيل بن رافع: ما من ذي رحم أوصل لذي رحمه، من رجل أتبع ذا رحم بحجّ أو عتق أو صدقة.

[٣٣ - باب ما جاء في هول المطلع]

تقدّم من حديث جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : «لا تمنّوا الموت فإن هول المطلع شديد» (١) الحديث.

ولما طعن عمر بن الخطاب قال له رجل: إني لأرجو أن لا تمس جلدك النار، فنظر إليه ثم قال: «إن من غررتموه لمغرور، والله لو أن لي ما على الأرض لافتديت به من هول المطلع».

وقال أبو الدرداء : «أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث؛ أضحكني مؤمّل دنيا والموت يطلبه، وغافل ليس بمغفول عنه، وضاحك بملء فيه لا يدري أأرضى الله أم أسخطه؟ وأبكاني؛ فراق الأحبة محمد وحزبه، وأحزنني هول المطلع عند غمرات الموت، والوقوف بين يدي الله يوم تبدو السريرة علانية، ثم لا يدرى إلى الجنة أو إلى النار». أخرجه ابن المبارك. قال: أخبرنا غير واحد، عن معاوية بن قرة قال:

قال أبو الدرداء: فذكره (٢).

قال: وأخبرنا محمد، بلغ به أنس بن مالك قال: «ألا أحدثكم بيومين وليلتين لم تسمع الخلائق بمثلهن؛ أول يوم يجيئك البشر من الله تعالى، إما برضاه وإما بسخطه، ويوم تعرض فيه على ربك آخذا كتابك، إما بيمينك وإما بشمالك، وليلة تستأنف فيها المبيت في القبور، ولم تبت فيها قط، وليلة تمخض صبيحتها يوم القيامة» (٣).

***


(١) تقدّم.
(٢) أخرجه ابن المبارك في «الزهد» برقم (٢٤٩).
(٣) أخرجه أبو داود في «الزهد» برقم (٣٨١) والبيهقي في «شعب الإيمان» (٣٨٨/ ١٠٦٩٧/٧، ١٠٦٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>