للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي حديث حذيفة الطويل مرفوعا: «فلو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يأتيهم رجل من أهل بيتي، تكون الملائكة بين يديه، ويظهر الإسلام».

وخرّج الترمذي، عن أبي سعيد الخدري قال: خشينا أن يكون بعد نبينا حدث، فسألنا النبي قال: «إن في أمتي المهدي، يخرج يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا» - زيد للشك - قلنا: وما ذاك؟ قال: «فيجيء إليه الرجل فيقول: يا مهدي أعطني، فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله» (١). قال: هذا حديث حسن.

وذكر أبو نعيم الحافظ من حديث محمد بن الحنفية، عن أبيه علي قال: قال رسول الله : «المهدي منا أهل البيت يصلحه الله ﷿ في ليلة، أو قال: في يومين» (٢).

[فصل]

وقع في كتاب الشهاب: «لا يزداد الأمر إلاّ شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا، ولا الناس إلاّ شحّا، ولا تقوم الساعة إلاّ على شرار الخلق، ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم» (٣).

قلت: خرّجه ابن ماجه في «سننه»، قال: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا محمد بن إدريس الشافعي، قال: حدثني محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك؛ أن رسول الله قال: «لا يزداد الأمر إلا شدة» (٤) فذكره. قال ابن ماجه؛ لم يروه إلا الشافعي.

قال المؤلف : وخرّجه أبو الحسين الآجري قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن خالد البرذعي في المسجد الحرام، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى المصري، فذكره.

فقوله: «ولا مهدي إلا عيسى» يعارض أحاديث هذا الباب، فقيل: إن هذا الحديث لا يصح لأنه انفرد بروايته محمد بن خالد الجندي. قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: الجندي هذا مجهول، واختلف عليه في إسناده؛ قتادة يرويه عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن النبي مرسلا، مع ضعف أبان، وتارة يرويه عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك، عن النبي بطوله، هو منفرد به، مجهول عن أبان، وهو متروك، وهو عن الحسن منقطع.


(١) أخرجه الترمذي (٢٢٣٢)، وضعّفه الألباني.
(٢) أخرجه أبو نعيم (٣/ ١٧٧) وأحمد (١/ ٨٤) وابن ماجه (٤٠٨٥) وغيرهم، وصححه الألباني.
(٣) أخرجه القضاعي في «مسند الشهاب» (٦٩/ ٨٩٨/٢)، وهو حديث منكر، انظر ما بعده.
(٤) أخرجه ابن ماجه (٤٠٣٩) والحاكم (٤/ ٤٤١) وغيرهما، وهو حديث منكر كما قال الألباني في «الضعيفة» (٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>