للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨١ - باب من أين تفجّر أنهار الجنة؟

(البخاري) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة، هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها، قالوا: يا رسول الله؛ أفلا تبشر الناس؟ قال: إن في الجنة، مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله: ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجّر أنهار الجنة» (١). خرّجه ابن ماجه أيضا وغيره.

وقال أبو حاتم البستي: معنى قوله: «فإنه أوسط الجنة» يريد: في الارتفاع، وقال قتادة: الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأعلاها وأفضلها وأرفعها.

وقد قيل: إن الفردوس اسم يشمل جميع الجنة، كما أن جهنم اسم لجميع النيران كلها، لأن الله تعالى مدح في أول سورة المؤمنين أقواما وصفهم، ثم قال:

﴿هُمُ الْوارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠، ١١] ثم أعاد ذكرهم في سورة المعارج فقال: ﴿أُولئِكَ فِي جَنّاتٍ مُكْرَمُونَ﴾ [المعارج: ٣٥]، فعلمنا أن الفردوس جنات لا جنة واحدة، قاله وهب بن منبه.

***

[١٨٢ - باب ما جاء أن الخمر شراب أهل الجنة ومن شربه في الدنيا لم يشربه في الآخرة وفي لباس أهل الجنة وآنيتهم]

(النسائي) عن أبي هريرة، عن النبي أنه قال: «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة، ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربه في الآخرة، ومن شرب في آنية الذهب والفضة لم يشرب بها في الآخرة». ثم قال رسول الله : «لباس أهل الجنة، وشراب أهل الجنة وآنية أهل الجنة» (٢).


(١) أخرجه البخاري (٢٧٩٠، ٧٤٢٣).
(٢) أخرجه النسائي في «الكبرى» (١٩٥/ ٦٨٦٩/٤) بإسناد حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>