للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يهودي شيخ كبير، فخرج، فلما رأى الجنازة صاح وقال: هل ترون ما أرى؟ قالوا: وما ترى؟ قال: أرى قوما ينزلون من السماء يتمسحون بالجنازة، ثم أسلم وحسن إسلامه.

ويقال: إن الكعبة لم تخل من طواف طائف يطوف بها إلا يوم مات المغيرة بن حكيم، فإنها خلت لانحشار الناس لجنازته، تبركا بها ورغبة في الصلاة عليه.

وقد شوهد من جنائز الصالحين من يشيّعها الطير ويسير معها حيث سارت، منهم: أبو الفيض ذو النون المصري، وأبو إبراهيم المزني صاحب الشافعي، حدّث بذلك الثقات. قاله أبو محمد عبد الحق في كتاب (العاقبة) له.

***

[١٣٢ - باب منه؛ في صفة أهل الجنة وأهل النار]

(مسلم) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «صنفان من أهل النار لم أرهما؛ قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهنّ كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وأن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» (١).

وقال الحافظ ابن دحية أبو الخطاب: الراوية بالياء بلا خلاف، وتحكّم أبو الوليد الكتاني فرواه بالثاء المثلثة وهي المنتصبة، وهذا خطأ منه وتصحيف.

وخرّجه مسلم أيضا عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: «يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير» (٢).

[فصل]

للعلماء في تأويل هذا الحديث وجهان، أحدهما: أنها مثلها في الخوف والهيبة، والطير أكثر الحيوانات خوفا حتى قالوا: «أحذر من غراب» وقد غلب الخوف على كثير من السلف حتى انصدعت قلوبهم فماتوا.

الثاني: أنه مثلها في الضعف والرقة، كما جاء في الحديث الآخر في أهل اليمن: «هم أرق قلوبا وأضعف أفئدة» (٣).


(١) أخرجه مسلم (٢١٢٨).
(٢) أخرجه مسلم (٢٨٤٠).
(٣) أخرجه البخاري (٤٣٨٨) ومسلم (٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>