[المجادلة: ٢٢] فباعوا أنفسهم لله والله ذو الفضل العظيم، فيعبرون البحر حتى ينتهوا إلى حمص، وهي إشبيلية، فيصعد المهدي المنبر في المسجد الجامع ويخطب خطبة بليغة فيأتي إليه أهل الأندلس فيبايعه جميع من بها من أهل الإسلام ثم يخرج بجميع المسلمين متوجها إلى البلاد بلاد الروم فيفتح فيها سبعين مدينة من مدائن الروم يخرجها من أيدي العدو عنوة. الحديث.
وفيه: ثم إن المهدي ومن معه يصلون إلى كنيسة الذهب فيجدون فيها أموالا فيأخذها المهدي فيقسمها بين الناس بالسوية، ثم يجد فيها تابوت السكينة وفيها غفارة عيسى وعصا موسى ﵉، وهي العصا التي هبط بها آدم من الجنة حين أخرج منها، وكان قيصر ملك الروم قد أخذها من بيت المقدس في جملة السبي حين سبى بيت المقدس واحتمل جميع ذلك إلى كنيسة الذهب فهو فيها إلى الآن، حتى يأخذها المهدي، فإذا أخذ المسلمون العصا تنازعوا عليها فكل منهم يريد أخذ العصا فإذا أراد الله تمام أهل الإسلام من الأندلس خذل الله رأيهم وسلب ذوي الألباب عقولهم، فيقسمون العصا على أربعة أجزاء فيأخذ كل عسكر منهم جزءا، وهم يومئذ أربعة عساكر، وإذا فعلوا ذلك رفع الله عنهم الظفر والنصر ووقع الخلاف في ذلك بينهم.
قال كعب الأحبار: ويظهر عليهم أهل الشرك حتى يأتوا البحر فيبعث الله إليهم ملكا في صورة إبل فيجوز بهم القنطرة التي بناها ذو القرنين لهذا المعنى خاصة، فيأخذ الناس وراءه حتى يأتوا إلى مدينة فارس والروم وراءهم فلا يزالون كذلك كلما ارتحل المسلمون مرحلة ارتحل المشركون كذلك، حتى يأتوا إلى أرض مصر والروم وراءهم، وفي حديث حذيفة ويتملكون مصر إلى الفيوم ثم يرجعون، والله تعالى أعلم.
***
[٢٦١ - باب أشراط الساعة وعلاماتها]
فأما وقتها فلا يعلمه إلا الله، وفي حديث جبريل:«ما المسؤول عنها بأعلم من السائل»(١) الحديث خرجه مسلم.
وكذلك روى الشعبي قال: لقي جبريل عيسى ﵇ فقال له عيسى:
متى الساعة؟ فانتفض جبريل ﵇ في أجنحته وقال: ما المسؤول عنها بأعلم