للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قبل الله إيمان قوم يونس وتوبتهم مع تلبّسهم بالعذاب، فيما ذكر في بعض الأقوال، وهو ظاهر القرآن. وأما الجواب عن الآية؛ فيكون ذلك قبل إيمانهما وكونهما في العذاب، والله بغيبه أعلم وأحكم.

***

[٥ - باب منه وما يقال عند دخول المقابر وجواز البكاء عندها]

(أبو داود) عن بريدة بن خصيب قال: قال رسول الله : «نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإن في زيارتها تذكرة» (١). وذكر النسائي عن بريدة أيضا، عن النبيّ قال: «من أراد أن يزور قبرا فليزره، ولا تقولوا هجرا» (٢)؛ بمعنى سوءا. وذكر أبو عمر من حديث ابن عباس عن النبي قال: «ما من رجل يمرّ بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه فسلم عليه، إلاّ ردّ عليه السلام» (٣). روي هكذا موقوفا عن أبي هريرة قال: «فإن لم يعرفه وسلّم، ردّ عليه السلام».

(مسلم) عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله! كيف أقول إذا دخلت المقابر؟ قال: «قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون» (٤). خرّجه مسلم من حديث بريدة أيضا، وزاد: «أسأل الله لنا ولكم العافية» (٥). وفي الصحيحين أنه مرّ بامرأة تبكي عند قبر لها، فقال لها: «اتّقي الله واصبري» (٦) الحديث.

[فصل]

هذه الأحاديث تشتمل على فقه عظيم؛ وهو جواز زيارة القبور للرجال والنساء، والسلام عليها، وردّ الميت السلام على من يسلّم عليه (٧)، وجواز


(١) أخرجه مسلم (٩٧٧) وأبو داود (٣٢٣٥) وغيرهما، من حديث بريدة بن خصيب .
(٢) أخرجه النسائي (٤/ ٨٩) بسند صحيح.
(٣) وهو حديث ضعيف بل منكر، كما قال الحافظ ابن رجب في «الأهوال» نقلا عن «الآيات البينات في عدم سماع الأموات» لنعمان الآلوسي ص ٦٩ - ٧٠.
(٤) أخرجه مسلم (٩٧٤).
(٥) صحيح مسلم (٩٧٥).
(٦) أخرجه البخاري (١٢٨٣) ومسلم (٩٢٦).
(٧) تبيّن أن الحديث ضعيف في ذلك، ولم يصحّ خبر في هذا، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>