للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التمر من أغفاله، وليذهبنّ خياركم وليبقينّ شراركم، فموتوا إن استطعتم» (١).

وخرّج البخاري عن مرداس الأسلمي قال: قال رسول الله : «يذهب الصالحون الأول فالأول، ويبقى حفالة كحفالة الشعير والتمر، لا يباليهم الله بآلة» وفي رواية: «لا يعبأ الله بهم» (٢). يقال: ما أباليه بآلة، وبال وبلى مقصور ومكسور.

الأول مصدر. وقيل: اسم؛ ما أكثرت به، والبال الاكتراث والاهتمام بالشيء. والصالحون: هم الذين أطاعوا الله ورسوله وعملوا بما أمرهم به، وانتهوا عما نهاهم عنه.

قال أبو الخطاب بن دحية: ومرداس هذا هو: مرداس بن مالك الأسلمي، من أسلم؛ بفتح اللام، سكن الكوفة وهو معدود في أهلها، ولم يحفظ له من طريق صحيح سوى هذا الحديث.

قال المؤلف : انفرد به البخاري ، روى عن قيس بن أبي حازم في الرقاق.

«ومزجت»: معناه اختلطت واختلفت، والمزج: الاختلاط والاختلاف.

***

٢٣٣ - باب الأمر بتعلّم كتاب الله واتباع ما فيه ولزوم جماعة المسلمين عند غلبة الفتن وظهورها وصفة دعاة آخر الزمان، والأمر بالسمع والطاعة للخليفة وإن ضرب الظهور وأخذ المال

(أبو داود) عن نصر بن عاصم الليثي، قال: أتينا اليشكري في رهط من بني ليث، فقال: من القوم؟ فقلنا: بنو الليث؛ أتيناك نسألك عن حديث حذيفة. فقال:

أقبلنا مع أبي موسى قافلين وغلت الدواب بالكوفة، قال: فسألت أبا موسى الأشعري أنا وصاحب لي، فأذن لنا فقدمنا الكوفة، فقلت لصاحبي: أنا داخل المسجد فإذا قامت السوق خرجت إليك، قال: فدخلت المسجد فإذا فيه حلقة كأنما قطّعت رؤوسهم، يستمعون إلى حديث رجل واحد، قال: فقمت عليهم؛


(١) أخرجه ابن ماجه (٤٠٣٨)، وحسّنه الألباني.
(٢) أخرجه البخاري (٤١٥٦، ٦٤٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>