للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك قوله لعائشة: «إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلا، وهم في أصلاب آبائهم، وخلق النار، وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم» ساقط ضعيف مردود بالإجماع والآثار، وطلحة بن يحيى الذي يرويه ضعيف لا يحتج به، وهذا الحديث مما انفرد به فلا يعرج عليه.

***

[٢٢١ - باب ما جاء في نزل أهل الجنة وتحفهم إذا دخلوها]

روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري عن النبي قال: «تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر، نزلا لأهل الجنة». قال: فأتى رجل من اليهود فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة؟ قال: «بلى» قال: تكون الأرض خبزة واحدة - كما قال رسول الله قال: فنظر إلينا رسول الله ثم ضحك حتى بدت نواجذه. قال: «ألا أخبرك بإدامهم؟» قال: بلى. قال: «إدامهم بالام ونون». قالوا: وما هذا؟ قال: «ثور ونون، يؤكل من زائدة كبدها سبعون ألفا» (١).

وخرج مسلم عن ثوبان مولى رسول الله قال: كنت قاعدا عند رسول الله فجاءه حبر من أحبار اليهود، فقال: السلام عليك يا محمد! فدفعته دفعة كاد يصرع منها، فقال: لم تدفعني؟ فقلت: ألا تقول: يا رسول الله؟ فقال اليهودي:

إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله، فقال رسول الله : «إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي». فقال اليهودي: جئت أسألك. فقال له رسول الله : «أينفعك شيء إن حدثتك»؟ قال: أسمع بأذني، فنكت رسول الله بعود معه، فقال:

«سل». فقال اليهودي: أين تكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟ فقال رسول الله : «هم في الظلمة دون الجسر». قال: فمن أول الناس إجازة؟ قال: «فقراء المهاجرين». قال اليهودي: فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال:

«زيادة كبد النون». قال: فما غذاؤهم؟ قال: «ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها» قال: فما شرابهم على إثرها؟ قال: «من عين فيها تسمى سلسبيلا» قال:

صدقت وذكر الحديث (٢).


(١) أخرجه البخاري (٦٥٢٠) ومسلم (٢٧٩٢).
(٢) أخرجه مسلم (٣١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>