للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و «دعاميص» جمع دعموص، وهو دويبة تغوص في الماء، والجمع دعاميص ودعامص.

قال الأعشى:

فما ذنبنا أن جاش لي بحر عمّكم … وبحرك ساج لا يواري الدعامصا

وقد قيل: إن الدعموص يراد به: الآذن على الملوك المتصرف بين أيديهم.

قال أمية بن الصلت:

دعموص أبواب الملو … ك وجائب للخرق فاتح

وهذا هو المراد بالحديث، والله أعلم.

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي : «من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كانوا له حجابا من النار وأدخل الجنة» (١).

قال المؤلف : قوله : «لم يبلغوا الحنث» معناه عند أهل العلم: لم يبلغوا الحلم، ولم يبلغوا أن يلزمهم حنث.

وقد روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : «من قدّم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحلم كانوا له حصنا حصينا من النار». قال أبو ذر: قدمت اثنين. قال: واثنين. فقال أبي بن كعب سيد القراء: قدمت واحدا. قال:

«وواحدا، ولكن إنما ذاك عند الصدمة الأولى» (٢). قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. خرّجه ابن ماجه أيضا.

وفي هذا كله دليل على أن أطفال المسلمين في الجنة، لأن الرحمة إذا نزلت بآبائهم استحال أن يرحموا من أجل من ليس بمرحوم.

قال أبو عمر ابن عبد البر: «وهذا إجماع من العلماء في أن أطفال المسلمين في الجنة ولم يخالف في ذلك إلا فرقة شذّت فجعلتهم في المشيئة، وهو قول مهجور مردود بإجماع الحجة الذين لا يجوز مخالفتهم، ولا يجوز على مثلهم الغلط»، إلا ما روي عن النبي من أخبار الآحاد الثقات العدول، وأن قوله : «الشقي من شقي في بطن أمه، وأن الملك ينزل فيكتب أجله ورزقه» الحديث؛ مخصوص، وأن من مات من أطفال المسلمين قبل الاكتساب فهو ممن سعد وهو في بطن أمه ولم يشق بدليل الأحاديث والإجماع.


(١) أخرجه البخاري (١٠١، ١٢٥٠) ومسلم (٢٦٣٢).
(٢) أخرجه الترمذي (١٠٦١) وابن ماجه (١٦٠٦)، وضعّفه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>