للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى عن ابن عباس أنه قال: خلق الله الحور العين من أصابع رجليها إلى ركبتيها من الزعفران، ومن ركبتيها إلى ثدييها من المسك الأذفر، ومن ثدييها إلى عنقها من العنبر الأشهب، ومن عنقها إلى رأسها من الكافور الأبيض، عليها سبعون ألف حلّة مثل شقائق النعمان، إذا أقبلت يتلألأ وجهها نورا ساطعا كما تتلألأ الشمس لأهل الدنيا، وإذا أقبلت يرى كبدها من رقة وجلدها، في رأسها سبعون ألف ذؤابة من المسك الأذفر، ولكل ذؤابة منها وصيفة ترفع ذيلها وهي تنادي: هذا ثواب الأولياء جزاء بما كانوا يعملون.

***

[٢٠١ - باب إذا ابتكر الرجل امرأة في الدنيا كانت زوجته في الآخرة]

(ابن وهب) عن مالك؛ أن أسماء بنت أبي بكر الصديق امرأة الزبير بن العوام كانت تخرج عليه حتى عوتب في ذلك، قال: وغضب عليها وعلى ضرّتها فعقد شعر واحدة بالأخرى، ثم ضربهما ضربا شديدا، وكانت الضرة أحسن اتّقاء، وكانت أسماء لا تتّقي، فكان الضرب بها أكثر، فشكت إلى أبيها أبي بكر، فقال لها: أي بنية، اصبري فإن الزبير رجل صالح، ولعله أن يكون زوجك في الجنة (١).

ولقد بلغني «أن الرجل إذا ابتكر المرأة تزوجها في الجنة» (٢).

قال أبو بكر بن العربي: هذا حديث غريب ذكره في أحكام القرآن له.

فإن كانت المرأة ذات أزواج فقيل: إن من مات عنها من الأزواج أخراهن له.

قال حذيفة لامرأته: إن سرّك أن تكوني زوجتي في الجنة إن جمعنا الله فيها فلا تتزوّجي من بعدي، فإن المرأة لآخر أزواجها في الدنيا (٣).

وخطب معاوية بن أبي سفيان أم الدرداء فأبت وقالت: سمعت أبا الدرداء


(١) أخرجه ابن سعد في «الطبقات» (٨/ ٣٧٤) - دار إحياء التراث - عن عكرمة مرسلا. وانظر «الصحيحة» (٣/ ٢٧٦).
(٢) أخرجه ابن وهب عن أبي بكر، كما في «البدور السافرة» للسيوطي ص ٥٥٨ - ط. الكتب الثقافية.
(٣) أخرجه البيهقي (٧/ ٦٩، ٧٠)، وانظر «الصحيحة» (٣/ ٢٧٦، ٢٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>