للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال محمد بن يحيى: البطاقة: الرقعة، أهل مصر يقولون للرقعة بطاقة.

وفي الخبر: «إذا خفّت حسنات المؤمن أخرج رسول الله بطاقة كالأنملة فيلقيها في كفة الميزان اليمين التي فيها حسناته فيترجح الحسنات، فيقول ذلك العبد المؤمن للنبي بأبي أنت وأمي! ما أحسن وجهك، وما أحسن خلقك، فمن أنت؟ فيقول: أنا نبيك محمد، وهذه صلاتك علي التي كنت تصلي عليّ قد وفيتك إياها أحوج ما تكون إليها».

ذكره القشيري في «تفسيره»، وذكره أبو نعيم الحافظ بإسناده من حديث مالك بن أنس والعمري عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله : «من قضى لأخيه حاجة كنت واقفا عند ميزانه فإن رجح وإلا شفعت له» (١).

[فصل]

قال المؤلف: الميزان حق، ولا يكون في حقّ كل أحد، بدليل قوله : «فيقال يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه». الحديث. وقوله تعالى: ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ﴾ الآية. وإنما يكون لمن بقي من أهل المحشر ممن خلط عملا صالحا وآخر سيئا من المؤمنين، وقد يكون للكافرين على ما ذكرنا ويأتي.

وقال أبو حامد: والسبعون الألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب؛ لا يرفع لهم ميزان، ولا يأخذون صحفا، وإنما هي براءات مكتوبة: لا إله إلا الله محمد رسول الله، هذه براءة فلان بن فلان، قد غفر له، وسعد سعادة لا يشقى بعدها، فما مرّ عليه شيء أسرّ من ذلك المقام.

قلت: وقد روي عن النبي أنه قال: «تنصب الموازين يوم القيامة؛ فيؤتى بأهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان، ولا ينشر لهم ديوان، ويصبّ عليهم الأجر صبّا بغير حساب» (٢). ذكره القاضي منذر بن سعيد البلوطي .

وخرجه أبو نعيم الحافظ بمعناه عن ابن عباس عن النبي قال: «يؤتى بالشهيد يوم القيامة؛ فينصب للحساب، ويؤتى بالمتصدق فينصب للحساب، ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان، فيصب عليهم الأجر صبّا، حتى إن أهل العافية ليتمنون في الموقف أن أجسامهم قرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله تعالى لهم» (٣).


(١) أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٦/ ٣٥٣) بإسناد ضعيف.
(٢) لم أقف عليه؛ لكن انظر ما بعده.
(٣) أخرجه أبو نعيم (٣/ ٩١) والطبراني في «الكبير» (١٢ /رقم: ١٢٨٢٩) بإسناد ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>