للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرث ولا حساب، ومنهم من يرث بحسابه وبمناقشته، وبعد الخروج من النار، حسب ما تقدم من أحوال الناس، والله أعلم.

وقد يحتمل أن يسمى الحصول على الجنة وراثة من حيث حصولها دون غيرهم وهو مقتضى قوله تعالى: ﴿وَقالُوا الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ﴾ [الزمر: ٧٤].

***

١٧٠ - باب في قوله تعالى: ﴿وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾

(مسلم) عن أنس، عن النبي قال: «لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد؟ حتى يضع ربّ العزة قدمه فيها فينزوي بعضها إلى بعض، وتقول: قط قط، وعزتك وكرمك. ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشيء الله لها خلقا، فيسكنهم فضل الجنة» (١).

وفي رواية أخرى من حديث أبي هريرة: «فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله عليها رجله، فتقول: قط قط. فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، فلا يظلم الله من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله ينشيء لها خلقا» (٢).

[فصل]

للعلماء في قول النار: ﴿هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾ [ق: ٣٠] تأويلان:

أحدهما: وعدها ليملأنّها. فقال: أوفيتك؟ فقالت: وهل من مسلك؟ أي:

قد امتلأت، كما قال الشاعر:

امتلأ الحوض وقال قطني … مهلا رويدا قد ملأت بطني

وهذا تفسير مجاهد وغيره، وهو ظاهر الحديث.

الثاني: زدني، تقول ذلك غيظا على أهلها وحنقا عليهم، كما قال: ﴿تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ﴾ [الملك: ٨] أي: تنشق، ويبين بعضها من بعض.

وقوله: «حتى يضع فيها قدمه» - وفي رواية أخرى: «حتى يضع عليها» وفي أخرى: «رجله» ولم يذكر فيها ولا عليها - فمعناه: عبارة عمن تأخر دخوله في النار من أهلها، وهم جماعات كثيرة لأن أهل النار يلقون فيها فوجا فوجا، كما


(١) أخرجه مسلم (٢٨٤٨).
(٢) أخرجه مسلم (٢٨٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>