للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجبت وجبت، ومر بجنازة فأثني عليها شرا فقال رسول الله : وجبت وجبت وجبت.

فقال عمر: فداك أبي وأمي مر بجنازة فأثني عليها خيرا فقلت: وجبت وجبت وجبت، ومر بجنازة فأثني عليها شرا فقلت: وجبت وجبت وجبت فقال رسول الله : من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض» قالها ثلاثا (١).

وقالت عائشة : الجنة دار الأسخياء، والنار دار البخلاء.

وقال زيد بن أسلم: أمرك الله تعالى أن تكون كريما فيدخلك الجنة، ونهاك أن تكون بخيلا فيدخلك النار.

وذكر أبو نعيم الحافظ من حديث محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس أن رسول الله قال: «من أحبّ أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده، ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: من أكل وحده ومنع رفده وجلد عبده، أفأنبئكم بشرّ من هذا؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من يبغض الناس ويبغضونه. قال: أفأنبئكم بشرّ من هذا؟، قالوا: نعم يا رسول الله. قال: من لا يقبل عثرة ولا يقبل معذرة ولا يغفر ذنبا. قال: أفأنبئكم بشرّ من هذا؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من لا يرجى خيره، ولا يؤمن شره، إن عيسى ابن مريم قائم في بني إسرائيل خطيبا فقال: يا بني إسرائيل لا تتكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموها وقال مرة: فتظلموهم، ولا تظلموا طالبا ولا تكافئوا ظالما فيبطل فضلكم عن ربكم، يا بني إسرائيل الأمر ثلاث: أمر بيّن رشده فاتبعوه وأمر بين غيه فاجتنبوه وأمر اختلف فيه فردوه إلى الله ﷿» (٢).

قال أبو نعيم: وهذا الحديث لا يحفظ بهذا السياق عن النبي إلا من حديث محمد بن كعب عن ابن عباس.

[فصل]

قوله: «ذو سلطان مقسط» وما بعده؛ مرفوع على أنها صفات «لذو» وهي بمعنى صاحب، والمقسط: العادل، والمتصدق: المعطي الصدقات، والموفق:


(١) أخرجه البخاري (١٣٦٧) ومسلم (٩٤٩).
(٢) أخرجه أبو نعيم (٣/ ٢١٨) والحاكم (٤/ ٢٧٠) والبيهقي في «الزهد الكبير» (٩٨٦) والعقيلي في «الضعفاء» (٤/ ٣٤٠) وابن عدي في «الكامل» (٧/ ٢٥٦٩) وابن أبي الدنيا في «التوكل على الله» رقم (٩)، وغيرهم.
والأثر ضعيف؛ انظر «ضعيف الجامع» (٥٦٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>