للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤٨ - باب ما جاء في عظم جهنم وأزمّتها وكثرة ملائكتها، وفي عظم خلقهم وتفلّتها من أيديهم وفي قمع النبي إياها وردها عن أهل الموقف

(مسلم) عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : «يؤتى بجهنم يوم القيامة لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها» (١).

وذكر ابن وهب قال: حدّثني زيد بن أسلم، قال: جاء جبريل إلى النبي فناجاه، فقام النبي منكس الطرف، فأرسلوا إلى علي فقالوا: يا أبا الحسن ما بال النبي محزونا منذ خرج جبريل عنه؟ فأتاه عليّ فوضع يده على عضديه من خلفه، وقبّل بين كتفيه، وقال: ما هذا الذي نراه منك يا رسول الله؟ فقال: يا أبا الحسن أتاني جبريل فقال لي: ﴿إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا﴾ [الفجر: ٢١] الآية، وجيء بجهنم تفاد بسبعين ألف زمام، كل زمام يقوده سبعون ألف ملك، فبينما هم كذلك إذ شردت عليهم شردة انفلتت من أيديهم، فلولا أنهم أدركوها لأحرقت من في الجمع فأخذوها (٢).

وذكر أبو حامد في كتاب «كشف علوم الآخرة»: أنهم يأتون بها تمشي على أربع قوائم، وتقاد بسبعين ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك، بيد كل واحد حلقة، لو جمع حديد الدنيا كله ما عدل منها بحلقة واحدة، على كل حلقة سبعون ألف زبني، لو أمر زبني منهم أن يدك الجبال لدكّها، وأن يهد الأرض لهدها، وأنها إذا انفلتت من أيديهم لم يقدروا على إمساكها لعظم شأنها، فيجثو كل من في الموقف على الركب حتى المرسلون، ويتعلق إبراهيم وموسى وعيسى بالعرش هذا قد نسي الذبيح، وهذا قد نسي هارون، وهذا قد نسي مريم ، وكل واحد منهم يقول: نفسي نفسي؛ لا أسألك اليوم غيرها. قال: وهو الأصح عندي. ومحمد يقول: أمتي أمتي، سلّمها يا رب ونجها يا ربّ، وليس في الموقف من تحمله ركبتاه وهو قوله تعالى: ﴿وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً﴾ [الجاثية: ٢٨] الآية، وعن تفلّتها تكبو من الغيظ والحنق، وهو قوله تعالى: ﴿إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ﴾


(١) أخرجه مسلم (٢٨٤٢).
(٢) لا يصح.

<<  <  ج: ص:  >  >>