الجذر: بالذال المعجمة، ويقال: بفتح الجيم وكسرها، وهو الأصل من كل شيء من النسب والحساب والشجر وغيره. والوكت: بإسكان الكاف؛ وهو الأثر اليسير، يقال: أوكتت البسرة: إذا ظهرت فيها نكتة من الإرطاب، وهو مصدر وكته يكته وكتا، وهو أيضا مثل نكتة في العين وغيرها. والمجل: هو النفخ الذي يرتفع من جلد باطن اليد عند العمل بفأس أو مجذاف، أو نحوه، يحتوي على ماء ثم يصلب ويبقى عقدا. قال ابن دحية: قيدناه في الحديث بسكون الجيم، وأجاز أهل اللغة والنحو فتح الجيم، مصدر مجلت يده تمجل مجلا، بفتح الجيم في المصدر، إذا غلظت من العمل.
مرتفعا جلده من لحمه، وهو افتعال من النبر وهو الرفع، وكل شيء رفع شيئا فقد نبره، ومنه اشتق المنبر وأراد بذلك خلو القلوب من الأمانة كما يخلو المجل المنتبر عن شيء يحويه، كجمر دحرجته يعني أطلقته فينطلق ظهر اليدين من ذلك.
وقول حذيفة:«لقد أتى عليّ زمان» الحديث؛ يعني كانت الأمانة موجودة، ثم قلّت في ذلك الزمان. وقوله:«ليردنه على ساعيه» يعني من كان رئيسا مقدما فيهم واليا عليهم أن ينصفني منه، وإن لم يكن له إسلام، وكل من ولي على قوم فهو ساع لهم. وقوله:
«فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا». قال أبو عبيدة: هو من البيع والشراء لقلة الأمانة.
***
[٢٦٩ - باب في ذهاب العلم ورفعه وما جاء أن الخشوع والفرائض أول علم يرفع من الناس]
(ابن ماجه) قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن زياد بن لبيد قال: ذكر النبي ﷺ شيئا قال: «ذاك عند أوان ذهاب العلم» قلت: يا رسول الله؛ كيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة؟ قال:«ثكلتك أمك يا زياد، إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة، أوليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل لا يعملون بشيء منهما»؟ (١).