للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كرمي أوسع من كرمك خذ بيد أخيك وانطلقا إلى الجنة وكذا تستوي كفتا الميزان لرجل فيقول الله تعالى له لست من أهل الجنة ولا من أهل النار فيأتي الملك بصحيفة فيضعها في كفة الميزان فيها مكتوب أف فترجح على الحسنات لأنها كلمة عقوق ترجح بها جبال الدنيا فيؤمر به إلى النار قال: فيطلب الرجل أن يرده الله تعالى فيقول له أيها العبد العاق لأي شيء تطلب الرد إلي فيقول إلهي رأيت أني سائر إلى النار وإذ لا بد لي منها وكنت عاقا لأبي وهو سائر إلى النار مثلي فضعف علي به عذابي وأنقذه منها قال فيضحك الله تعالى ويقول عققته في الدنيا وبررته في الآخرة خذ بيد أبيك وانطلقا إلى الجنة.

[فصل]

ذكر الله تعالى الميزان في كتابه بلفظ الجمع وجاءت السنة بلفظ الإفراد والجمع فقيل يجوز أن يكون هناك موازين للعمل الواحد يوزن بكل ميزان منها صنف من الأعمال. كما قال:

ملك تقوم الحادثات لعدله … فلكل حادثة لها ميزان

تتصرف الأشياء في ملكوته … ولكل شيء مدة وأوان

ويمكن أن يكون ميزانا واحدا عبر عنه بلفظ الجمع كما قال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الشعراء: ١٢٣] ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الشعراء: ١٠٥] وإنما هو رسول واحد.

وقيل: المراد بالموازين جمع موزون أي الأعمال الموزونة لا جمع ميزان.

وخرج اللالكائي في «سننه» عن أنس رفعه: أن ملكا موكل بالميزان فيؤتى بابن آدم فيوقف بين كفتي الميزان فإن رجح نادى الملك بصوت يسمع الخلائق كلها: سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا، وإن خف نادى الملك: شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا (١). وخرّج عن حذيفة قال: صاحب الميزان يوم القيامة جبريل (٢).

[فصل]

وأما أصحاب الأعراف فيقال: إنهم مساكين أهل الجنة، ذكر هناد بن السري قال: حدّثنا وكيع، عن سفيان، عن مجاهد، عن حبيب، عن عبد الله بن الحارث


(١) أخرجه اللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» (٦ /رقم: ٢٢٠٥) بإسناد ضعيف.
(٢) أخرجه اللالكائي (٦ /رقم: ٢٢٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>