للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخدري إنما ذلك بعد المائة التي قال النبي : «إن يعش هذا الغلام فعسى أن لا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة». وفي رواية: قال أنس: ذلك الغلام من أترابي يومئذ (١). خرجه مسلم.

وفي حديث جابر قال: قال رسول الله : «ما على الأرض نفس منفوسة يعني اليوم يأتي عليها مائة سنة» (٢).

قال أبو عيسى: هذا الحديث حسن صحيح.

ومعلوم أن أنس توفي في عشر المائة بالبصرة، فعلى هذا يكون سنة سبع وتسعين وستمائة وهذا لم يجيء بعد، فالله تعالى أعلم.

قال المؤلف : وبحديث أبي سعيد الخدري وابن عمر وجابر استدل من قال إن الخضر ميت ليس بحي، وقال الثعالبي في كتاب «العرائس»: والخضر على جميع الأقوال نبي معمر محجوب عن الأبصار (٣).

وذكر عن عمرو بن دينار قال: إن الخضر وإلياس لا يزالان يحييان في الأرض فإذا رفع القرآن ماتا.

وهذا هو الصحيح في الباب على ما بيناه في سورة الكهف من كتاب «جامع أحكام القرآن» والحمد لله.

[فصل]

وأما الثلاث عشرة خصلة فقد ظهر أكثرها، من ذلك قوله : «لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة» يريد فيه معاوية وعليّا كرم الله وجهه بصفين، وقد تقدم الإشارة إليهما.

قال القاضي أبو بكر بن العربي: وهذا أول خطب طرق في الإسلام.

قلت: بل أول أمر دهم الإسلام موت النبي ثم بعده موت عمر، فبموت النبي انقطع الوحي وماتت النبوءة، وكان أول ظهور الشر بارتداد العرب وغير ذلك، وكان أول انقطاع الخير وأول نقصانه. قال أبو سعيد: ما نفضنا أيدينا من التراب من قبر رسول الله حتى أنكرنا قلوبنا.


(١) أخرجه مسلم (٢٩٥٣).
(٢) أخرجه الترمذي (٢٢٥٠)، وصححه الألباني.
(٣) أما أنه نبي فنعم، أما أنه حيّ فهذا مما لا دليل عليه؛ انظر أقوال أهل العلم في هذا؛ «البحر المحيط» لأبي حيان (٦/ ١٤٧) و «روح المعاني» للآلوسي (١٥/ ٣٢٠) وشرح النووي على صحيح مسلم (١٦/ ٩٠) و «مجموع الفتاوى» (١٧/ ١٠٠ - ١٠٢). و «الزهر النضر بنبإ الحضر» لأبي الحسن ابن المنادى و «البداية والنهاية» لابن كثير (١/ ٣٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>