للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

قلت: هذا الحديث انفرد به مسلم وهو أبين من الحديث الآخر الذي قبله، لأنه من قول النبي جوابا لليهودي، والحديث الذي قبله، لأنه من قول النبي جوابا لليهودي، والحديث الذي قبله آخره من قول اليهودي، وهو يدخل في المسند لإقرار النبي .

والجبار؛ اسم من أسماء الله تعالى قد أتينا على ذكره في الكتاب «الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى».

ويتكفؤها؛ يقلبها ويميلها، من قولك كفأت الإناء إذا كببته، وقد تقدم أن أرض المحشر كقرصة النقي ليس فيها علم لأحد. والنّزل: ما يعدّ للضيف من الطعام والشراب، ويقال نزل أو نزّل بتخفيف الزاي وتثقيلها. وقرئ بذلك قوله: «نزلا من عند الله» قال أهل اللغة: النّزل ما يهيأ للنزيل. والنزيل الضيف.

قال الشاعر:

نزيل القوم أعظمهم حقوقا … وحقّ الله في حقّ النزيل

وحظّ النزيل مجتمع.

والتّحفة: ما يتحف به الإنسان من الفواكه والطرف محاسنة وملاطفة. وزيادة كبد النون: قطعة منه كالإصبع. وبالام: قد جاء مفسرا في متن الحديث أنه الثور، ولعل اللفظة عبرانية.

والنون: الحوت وهو عربي. وفي الخبر عن النبي قال: «سيد إدام الدنيا والآخرة اللحم» (١) ذكره أبو عمر في «التمهيد».

وذكر ابن المبارك قال: أخبرنا ابن لهيعة، قال حدثني يزيد بن أبي حبيب؛ أن أبا الخير أخبره، أن ابن العوام مؤذّن إيليا أول رجل أذّن بإيليا، أخبره أنه سمع كعبا يقول: إن الله يقول لأهل الجنة إذا دخلوها: إن لكل ضيف جزورا، وإني أجزركم اليوم حوتا وثورا، فيجزر لأهل الجنة (٢).

***


(١) أخرجه ابن ماجه (٣٣٠٥) بلفظ: «سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة؛ اللحم». وقال الألباني: «ضعيف جدا».
(٢) أخرجه نعيم بن حماد في زوائد «الزهد» (٤٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>