والأحاديث عن النبي ﷺ في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة ثابتة، أصح من هذا الحديث، فالحكم لها دونه (١).
قال المؤلف ﵀ ونور ضريحه -: وذكر أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي شيخ أشياخنا: محمد بن خالد الجندي روى عن أبان بن صالح، عن الحسن البصري، وروى فيه الإمام ابن إدريس الشافعي ﵁، وهو راوي حديث:«لا مهدي إلا عيسى ابن مريم» وهو مجهول، وقد وثقه يحيى بن معين، روى له ابن ماجه.
قال أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الأبري السجزي:
قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى ﷺ يعني المهدي -، وأنه من أهل بيته، وأنه سيملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدلا، يخرج مع عيسى ﵇ فيساعده على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين، وأنه يؤم هذه الأمة، وعيسى صلوات الله عليه يصلي خلفه في طول من قصته وأمره.
قلت: ويحتمل أن يكون قوله ﵊: «ولا مهدي إلى عيسى» أي لا مهدي كاملا معصوما إلا عيسى، وعلى هذا تجتمع الأحاديث ويرتفع التعارض.
***
[٢٥٨ - باب منه في المهدي ومن أين يخرج وفي علامة خروجه، وأنه يبايع مرتين ويقاتل السفياني ويقتله]
تقدم من حديث أم سلمة وأبي هريرة أن المهدي يبايع بين الركن والمقام، وظاهر هذا أنه لم يبايع قبل، وليس كذلك، فإنه روي من حديث ابن مسعود وغيره من الصحابة أنه يخرج في آخر الزمان من المغرب الأقصى يمشي النصر بين يديه أربعين ميلا، راياته بيض وصفر، فيه رقوم فيها اسم الله الأعظم مكتوب، فلا تهزم له راية، وقيام هذه الرايات وانبعاثها من ساحل البحر بموضع يقال له: ما سنة من
(١) انظر: «المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة» للدكتور عبد العليم البستوي، ط. المكتبة المكية ودار ابن حزم، وكتاب «المهدي حقيقة لا خرافة» للشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم، توزيع دار الإيمان بالإسكندرية.