للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣٦ - باب يختار للميت قوم صالحون يكون معهم]

خرّج أبو سعيد الماليني في كتاب «المؤتلف والمختلف»، وأبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي في كتاب «القبور»، من حديث سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد ابن الحنفيّة، عن علي قال: «أمرنا رسول الله أن ندفن موتانا وسط قوم صالحين، فإن الموتى يتأذون بالجار السوء كما يتأذى به الأحياء» (١).

وعن ابن عباس عن النبيّ قال: «إذا مات لأحدكم الميت فحسنوا كفنه، وعجّلوا إنجاز وصيته، وأعمقوا له في قبره وجنبوه جار السوء» قيل: يا رسول الله: وهل ينفع الجار الصالح في الآخرة؟ قال: «هل ينفع في الدنيا»؟ قالوا:

نعم. قال: «كذلك ينفع في الآخرة». ذكره الزمخشري في كتاب «ربيع الأبرار»، وخرجه أبو نعيم الحافظ بإسناده من حديث مالك بن أنس عن عمه نافع بن مالك، عن أبيه، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله : «ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين، فإن الميت يتأذّى بالجار السوء» (٢).

[فصل]

قال علماؤنا: ويستحب لك - رحمك الله - أن تقصد بميتك قبور الصالحين، ومدافن أهل الخير، فتدفنه معهم، وتنزله بإزائهم، وتسكنه في جوارهم، تبرّكا بهم (٣)، وتوسلا إلى الله ﷿ بقربهم (٤)، وأن تجتنب به قبور من سواهم، من يخاف التأذي بمجاورته، والتألم بمشاهدة حاله حسب ما جاء في الحديث.

يروى أن امرأة دفنت بقرطبة - أعادها الله - فأتت أهلها في النوم، فجعلت تعتبهم وتشكوهم وتقول: ما وجدتم أن تدفنوني إلاّ إلى فرن الجير؟ فلما أصبحوا نظروا فلم يروا في ذلك الموضع كلّه ولا بقربه فرن جير. فبحثوا وسألوا عن من كان مدفونا بإزائها؟ فوجدوه رجلا سيافا كان لابن عامر وقبره إلى قبرها،


(١) إسناده ضعيف لأجل عبد الله بن محمد بن عقيل.
(٢) أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٦/ ٣٥٤)، وقال الألباني في «الضعيفة» (٦١٣): «موضوع».
(٣) لم يثبت بهذا نص، ولا يصح التبرك بالمقبورين.
(٤) وهذا لا يصح أيضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>