للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الجوهري: معنى قبلا؛ أن يرى ساعة يطلع لعظمه، ويوضّحه حديث آخر: «من أشراط الساعة انتفاخ الأهلة» (١). ويقال: رأيت الهلال قبلا، وقبلا؛ أي:

معاينة، والله أعلم.

[باب منه]

خرّج الترمذي الحكيم في «نوادر الأصول» قال: حدّثنا عمر بن أبي عمر؛ قال: حدّثنا هشام بن خالد الدمشقي، عن إسماعيل بن عياش، عن ليث، عن ابن سابط، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله : «يكون في أمتي فزعة فيصير الناس إلى علمائهم فإذا هم قردة وخنازير» (٢).

قال أبو عبد الله: فالمسخ تغيّر الخلقة عن جهتها، فإنما حل بهم المسخ لأنهم غيروا الحق عن جهته وحرفوا الكلم عن مواضعه، فمسخوا أعين الخلق وقلوبهم عن رؤية الحق؛ فمسخ الله صوّرهم وبدّل خلقهم كما بدّلوا الحق باطلا.

***

[٢٦٨ - باب في رفع الأمانة والإيمان عن القلوب]

روى الأئمة البخاري ومسلم وابن ماجه وغيرهم، واللفظ لمسلم، عن حذيفة قال: حدّثنا رسول الله حديثين، قد رأيت أحدهما وأنا انتظر الآخر، حدّثنا:

«أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال - قال ابن ماجه: قال الطنافسي: يعني وسط قلوب الرجال - ثم نزل القرآن، فعلموا من القرآن وعلموا من السنة» ثم حدّثنا عن رفع الأمانة قال: «ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل الوكت، ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شيء، ثم أخذ حصاة فدحرجها على رجله فنفط، فيصبح الناس يتبايعون لا كاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال إن في بني فلان رجلا أمينا حتى يقال للرجل:

ما أجلده ما أظرفه ما أعقله، وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان» ولقد أتى عليّ زمان ما أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلما ليردّنه على دينه، ولئن كان نصرانيّا أو يهوديّا ليردّنه على ساعيه، فأما اليوم فما كنت لأبايع منكم إلا فلانا وفلانا (٣).


(١) أخرجه الطبراني في في «الصغير» (٢/ ٤١ - ٤٢)، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (٥٧٧٤).
(٢) إسناده ضعيف.
(٣) أخرجه البخاري (٦٤٩٧، ٧٠٨٦) ومسلم (١٤٣) والترمذي (٢١٧٩) وابن ماجه (٤٠٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>