للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٨٥ - باب طلوع الشمس من مغربها وإغلاق باب التوبة، وكم يمكث الناس بعد ذلك]

(مسلم) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض» (١).

وخرج الترمذي والدارقطني، عن صفوان بن عسال المرادي، قال؛ سمعت رسول الله يقول: «إن بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة مسيرة سبعين سنة لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه» (٢). قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وقال سفيان: قبل الشام خلقه الله تعالى يوم خلق السموات والأرض مفتوحا يعين للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وذكر أبو إسحاق الثعلبي وغيره من المفسرين، في حديث فيه طول عن أبي هريرة، عن النبي ما معناه: «إن الشمس تحبس على الناس حتى تكثر المعاصي في الأرض ويذهب المعروف، فلا يأمر به أحد، ويفشو المنكر فلا ينهى عنه أحد، مقدار ليلة تحت العرش كلما سجدت واستأذنت ربها ﷿ من أين تطلع، لم يحر إليها جواب حتى يوافيها القمر، فيسجد معها ويستأذن من أين يطلع فلا يحر إليه جواب، حتى يجلسا مقدار ثلاث ليال للشمس وليلتين للقمر فلا يعرف ما طول تلك الليلة إلا المتهجدون في الأرض، وهم يومئذ عصابة قليلة في كل بلدة من بلاد المسلمين، فإذا تم لهما مقدار ثلاث ليال أرسل الله تعالى إليهما جبريل ، فيقول: إن الربّ يأمر كما أن ترجعا إلى مغربكما فتطلعا منه وأنه لا ضوء لكما عندنا ولا نور، فيطلعان من مغاربهما أسودين لا ضوء للشمس ولا نور للقمر مثلهما في كسوفهما قبل ذلك، فذلك قوله تعالى: ﴿وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴾ [القيامة: ٩] وقوله: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التكوير: ١] فيرتفعان كذلك مثل البعيرين والفرسين، فإذا ما بلغ الشمس والقمر سرة السماء وهي نصفها جاءهما جبريل فأخذ بقرونهما وردهما إلى المغرب فلا يغربهما من مغاربهما، ولكن يغربهما من باب التوبة، ثم يرد المصراعين ثم يلتئم بينهما فيصير كأنه لم يكن بينهما صدع، فإذا أغلق باب التوبة لم يقبل لعبد بعد ذلك توبة ولم تنفعه حسنة يعملها،


(١) أخرجه مسلم (١٥٨).
(٢) أخرجه الترمذي (٣٥٣٥) والدارقطني (١/ ١٩٧)، وحسّنه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>