للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شديدا، ثم ينزل عيسى فيأتي في السحر فيقول: يا أيها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجل جني، فينطلقون، فإذا هم بعيسى ابن مريم ، فيقام للصلاة فيقال له: تقدم يا روح الله، فيقول: ليتفضل إمامكم فليصلّ بكم، فإذا صلوا صلاة الصبح خرجوا إليه، فحين يراه الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء، فيقتله حتى إن الشجر والحجر ينادي: يا روح الله هذا يهودي فلا يترك ممن كان يتبعه أحدا إلا قتله» (١).

قوله: «ينماث كما ينماث الملح في الماء، أي: يذهب وينحل ويتلاشى».

وفي بعض الروايات: وذكر أن حماره حين يخطو من خطوة إلى خطوة ميل ولا يبقى له سهل ولا وعر إلا ويطؤه، ولا يبقى موضع إلا يأخذه غير مكة والمدينة حسبما تقدم، ويأتي الكلام في حكم أيامه.

وذكر عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن ابن خيثم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد الأنصارية قالت: قال رسول الله : «يمكث الدجال في الأرض أربعين سنة، السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كاضطرام السعفة في النار» (٢).

والصحيح أنه يمكث أربعين يوما كما في حديث جابر، وكذلك في صحيح مسلم، على ما يأتي في الكتاب بعد هذا.

***

[٢٧٨ - باب منه آخر في خروج الدجال، وما يجيء به من الفتن والشبهات، وسرعة سيره في الأرض وكم يلبث فيها وفي نزول عيسى ونعته، وكم يكون في الأرض يومئذ من الصلحاء وفي قتله الدجال واليهود، وخروج يأجوج ومأجوج وموتهم، وفي حج عيسى وتزويجه ومكثه في الأرض وأين يدفن إذا مات ]

وقد تقدم من حديث حذيفة أن له جنة ونارا، فجنته نار وناره جنة.


(١) أخرجه أحمد (٣/ ٣٦٧ - ٣٦٨)، وقال العلامة الألباني في «قصة الدجال» ص ٧٣: «وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح؛ إلا أن أبا الزبير مدلّس، وقد عنعنه».
(٢) أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (١١/ ٣٩٢) وأحمد (٦/ ٤٥٤)، وإسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>