للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسدد لفعل الخيرات، ورقيق القلب: لينه عند التذكر والموعظة، ويصلح أن يكون بمعنى الشقيق.

وقوله: «ضعيف متضعف» يعني: ضعيف في أمور الدنيا، قوي في أمر دينه، كما قال : «المؤمن القويّ أحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلّ خير» الحديث خرّجه مسلم (١).

أمّا من كان ضعيفا في أمور دينه لا يعنى بها فمذموم، وذلك من صفات أهل النار. كما قال: «وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له» أي: لا عقل له، ومن لا عقل له ينفك به عن المفاسد ولا ينزجر به عنها، فحسبك به ضعفا وخسارة في الدين، وقد قيل في الزبر: إنه المال وليس بشيء لأن النبي فسّر ذلك بقوله:

«الذين هم فيكم تبع لا يتبعون أهلا ولا مالا».

قال شيخنا أبو العباس : «فيعني أن هؤلاء [القوم] (٢) ضعفاء العقول، فلا يسعون في تحصيل مصلحة دنيوية، ولا فضيلة نفسية ولا دينية، بل يهملون أنفسهم إهمال الأنعام، ولا يبالون بما يثبون عليه من الحلال والحرام، وهذه الأوصاف الخبيثة الدنيئة (٣) هي أوصاف هذه الطائفة المسماة بالقلندرية» (٤).

وقد قال: مطرف بن عبد الله بن الشّخّير راوي الحديث: «والله لقد أدركتهم في الجاهلية، وإن الرجل ليرعى على الحي ما به إلا وليدتهم يطاولها».

و «يخفى» بمعنى: يظهر وهو من الأضداد.

وقوله: «وذكر البخل والكذب» هكذا الراوية المشهورة بالواو الجامعة، والكذب. وقد رواه ابن أبي جعفر عن الطبراني «بأو» التي للشك، قاله القاضي عياض، ولعله الصواب، وبه تصحّ القسمة، لأنه ذكر أن أصحاب النار خمسة:

الضعيف الذي وصفه، والخائن الذي وصف، والرجل المخادع الذي وصف.

قال: وذكر البخل والكذب ثم ذكر الشنظير والفحاش فرأى هذا القائل أن الرابع هو أحد الصنفين، وقد يحتمل أن يكون الرابع قد جمعهما على رواية واو العطف كما جمعهما في الشنظير الفحاش.

وقوله: «أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال».


(١) في «صحيحه» (٢٦٦٤).
(٢) زيادة من «المفهم».
(٣) في جميع الأصول المطبوعة التي بين يدي: «الذاتية»، والصواب ما أثبته من «المفهم».
(٤) «المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» (٧/ ١٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>