للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموت إلى موسى ، فلما جاء صكّه ففقأ عينه، فرجع إلى ربّه، فقال:

أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال: فرد الله إليه عينه، وقال: ارجع إليه، وقال له: يضع يده على متن جلد ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب، ثم مه؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن. فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية حجر فقال رسول الله : «لو كنت ثمّ لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر» (١).

وفي رواية، قال: «جاء ملك الموت إلى موسى ، فقال له: أجب ربك؛ قال: فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها» وذكر نحوه.

قال الترمذي، عن ابن عمر أن النبي قال: «من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإني أشفع لمن مات بها» (٢) صححه أبو محمد عبد الحق.

وفي «الموطأ» أن عمر ، كان يقول: «اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، ووفاة في بلد نبيك» (٣).


(١) أخرجه البخاري (١٣٣٩، ٣٤٠٧) ومسلم (٢٣٧٢) وأحمد (٢/ ٢٢٩) والنسائي (٤/ ١١٨ - ١١٩) وغيرهم كثير.
وقد اتفق على صحّته جمع كبير من الحفاظ وأهل الحديث وحماة السنة، لكن أهل الهوى والجهل وأصحاب العقول المريضة، والنفوس الحاقدة على سنة المصطفى لم يقبلوا الحديث، لأنه عارض عقولهم الفجّة الرديئة، التي لا تستوعب غير الباطل والكذب.
وقد أتى هؤلاء المخذولين بشبه عقلانية لإبطال هذا الحديث؛ كما فعل أبو رية الضال، والغزالي العقلاني (المعاصر)، والمفتري محمد صادق نجمي في كتابه «تأملات في الصحيحين»!! ص ٢٥٠ - ٢٥٢، وصاحبه في الافتراء عبد الأمير الغول!! في كتابه «عفوا صحيح البخاري»! ص ٣٧٣، وجعفر السبحاني في كتابه «الحديث النبوي بين الرواية والدراية» ص ٣٣١ - ٣٣٣. وغيرهم من أهل الهوى.
ولا مجال لتفصيل شبهاتهم ونقضها في هذا الموضع؛ إذ أهل الحق لهؤلاء بالمرصاد، وقد كتبوا في ذلك ووفوا؛ فانظر على سبيل المثال:
«تأويل مختلف الحديث» للإمام ابن قتيبة ص ٣٣٣ - ٣٣٥ و «دفاع عن السنة» للشيخ عبد الغني عبد الخالق، الذي ردّ فيه على أبي رية ص ١٦٢ - ١٦٤ و «الأنوار الكاشفة لما في كتاب «أضواء على السنة» من التضليل والمجازفة» للعلامة المحقّق عبد الرحمن اليماني المعلمي ص ٢١٤ - ٢١٥ و «ضلالات منكري السنة» لطه الدسوقي ص ٣١٦ - ٣٢٩ و «كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها» للعلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله ورعاه - ص ١٧١ - ١٩٢ ففيه بحث نفيس، والله الهادي إلى سواء السبيل.
(٢) أخرجه الترمذي (٣٩١٧) وأحمد (٢/ ٧٤، ١٠٤) وابن ماجه (٣١١٢). وهو في «صحيح الجامع» (٦٠١٥).
(٣) أخرجه البخاري (١٨٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>