للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حالهم، حتى أن الكل رأوا المسحاة وقد أصابت قدم حمزة بن عبد المطلب فسال منه الدم، وأن جابر بن عبد الله أخرج أباه عبد الله بن حرام كأنما دفن بالأمس (١).

وهذا أشهر في الشهداء من أن يحتاج فيه إلى إكثار.

وقد روى كافة أهل المدينة أن جدار قبر النبي لما انهدم أيام خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان وولاية عمر بن عبد العزيز على المدينة، بدت لهم قدم فخافوا أن تكون قدم النبي ، فجزع الناس، حتى روى لهم سعيد بن المسيب : «أن أجساد الأنبياء لا تقيم في الأرض أكثر من أربعين يوما ثم ترفع». وجاء سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فعرف أنها قدم جده عمر ، وكان قتل شهيدا (٢).

وروي عن النبي : «المؤذن المحتسب كالمشحط في دمه قتيلا، وإن مات لم يدود في قبره» (٣). وظاهر هذا: أن المؤذن المحتسب لا تأكله الأرض أيضا.

وخرّج أبو داود وابن ماجه في «سننهما» عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله : «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ» قالوا: يا رسول الله! وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يقولون: بليت، فقال: «إن الله ﷿ حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» (٤). لفظ أبي داود، وقال ابن العربي:

حديث حسن.

قلت: وخرجه أبو بكر البزار، عن شدّاد بن أوس، واتفقوا في السند عن حسين بن علي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث الصنعاني، فقال: عن أوس بن أوس أو عن شداد بن أوس، وقال البزار: لا يعلم أحدا يرويه بهذا اللفظ إلا شداد بن أوس، ولا نعلم له طريقا غير هذا الطريق، عن شداد بن أوس، ولا رواه إلا حسين بن علي الجعفي. وقال أبو محمد عبد الحق، ويقال:


(١) أخرج القصة ابن عبد البر في «التمهيد» (٣/ ١٤٢ و ٩/ ٢٤٢).
(٢) الخبر لا يصح.
(٣) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (٣٢٢/ ١٢٥٥٤/١٢) وهو ضعيف جدا؛ انظر «الضعيفة» (٨٥٣).
(٤) أخرجه أحمد (٤/ ٨) وأبو داود (١٤٠٧، ١٥٣١) وابن ماجه (١٠٨٥، ١٦٣٦) والنسائي (٩١/ ٣ - ٩٢) وغيرهم، وهو حديث صحيح.
ووقع عند ابن ماجه: «شدّاد بن أوس».

<<  <  ج: ص:  >  >>